سياحة

تستقطب آلاف الزوار سنوياً… ماليزيا ثروة عالمية في السياحة البيئية

كوالالمبور – “ أسواق”

مصطلح السياحة البيئية ليس قديماً بل هو مصطلح حديث ظهر ضمن مجال السياحة في الثمانينات من القرن الماضي، حيث يشير هذا المصطلح إلى الأنشطة السياحية الصديقة للبيئة والتي تكون مسؤولة عن المناطق الطبيعية ذات الأهمية الكبيرة، حيث تسعى السياحة البيئية إلى التمتع بكل تلك المناطق دون إيذاء تنوعها الطبيعي أو الحيوي أو تعريضها لأي شكل من أشكال التلوث، والأهم من كل ذلك هي الاستدامة للحفاظ على المناطق والمحميات الطبيعية دائماً.
في هذا المجال فإن ماليزيا تعتبر من أشهر الدول عالمياً في مجال السياحة البيئية، حيث تستقطب آلاف السياح سنوياً إلى مناطقها الطبيعية المتناهية الجمال، وتعتبر ماليزيا الشرقية أو ما تعرف باسم “جزيرة بورنيو” المنطقة الأشهر في البلاد من ناحية السياحة البيئية، لكن شبه الجزيرة الماليزية بدورها تملك قدرات كبيرة ومعالم رائعة في مجال السياحة البيئية وفيها مواقع تملك شهرة عالمية مثل مرتفعات كاميرون.

تنوع بيئي وثروات طبيعية
حوالي 60% من مساحة ماليزيا هي عبارة عن غابات مطرية استوائية يعود عمرها إلى ملايين السنوات، وتحتضن هذه الغابات مجموعة هائلة ومتنوعة من النظم البيئية والحيوية التي تضم النباتات والأشجار والأعشاب، إضافة للحيوانات بمختلف أنواعها مع وجود العديد من الكائنات التي ربما لم تكتشف بعد.
هذه الإمكانيات تجعل ماليزيا على قائمة أكثر 12 دولة تنوعاً حيوياً في العالم، إذ تضم الطبيعية في ماليزيا أكثر من 15,000 نوع من النباتات والأشجار، و286 من الثدييات، وأكثر من 150,000 نوعاً من اللافقاريات، وما يزيد عن 4,000 نوع من الأسماك والكائنات البحرية، دون نسيان مختلف أنواع الحشرات والكائنات الصغيرة التي تعج بها الغابات في ماليزيا.
كما أن المحيط الذي يجاور السواحل الماليزية يعتبر ثروة من الناحية الطبيعية ليس فقط لاحتوائه على الآلاف من الكائنات البحرية والأسماك، بل لكونه موقعاً لهجرة مئات الآلاف من الحيوانات المائية سنوياً، مثل السلاحف البحرية التي تهاجر إلى السواحل الماليزية كل عام.

الدعم الحكومي للاستدامة
الحكومة الماليزية تدرك الميزات الضخمة التي تملكها في مجال السياحة البيئية والثروات الطبيعية التي تتمتع بها، ولذلك فإنها تعمل بشكل دائم على حماية الثروات الطبيعية الخاصة بها، وهذا ما دفع بالحكومة الماليزية لإطلاق خطة السياحة البيئية 2016 – 2025.
هذه الخطة ستعمل على خلق الموازنة بين تنمية المناطق السياحية والحفاظ عليها في آن واحد، كما تضم الخطة الخطوط العريضة إضافة للحملات والجهود التي تهدف لتحقيق جميع معايير السياحة البيئية الأفضل في ماليزيا، وزيادة أعداد السياح القادمين بهدف السياحة البيئية، عبر احترام المناطق الطبيعية المميزة في ماليزيا وعادات السكان فيها، وبنفس الوقت التمتع بالميزات الكبيرة التي تقدمها تلك المناطق للسياح القادمين.

أبرز مواقع السياحة البيئية في ماليزيا

مرتفعات كاميرون
الهضبة الخضراء الرائعة تعتبر من أشهر مناطق السياحة البيئية في ماليزيا، حيث تملك شهرة عالمية بين السياح القادمين إليها، وتتميز بجوها المعتدل حيث تهبط فيها درجات الحرارة ليلاً إلى ما يقارب 12 درجة مئوية، وتبلغ مساحة المرتفعات 712 كيلومتر مربع مليئة بالمساحات الخضراء، كما تشتهر بمزارع الشاي التي تنتج أحد أفضل أنواع الشاي في العالم.

مؤسسة بحوث الغابة في ماليزيا FRIM
تأسست هذه المحمية الطبيعية في عام 1929 واختيرت كأحد مواقع التراث الوطني في عام 2012، حيت تحتضن ضمن مساحتها التي تبلغ 544 هكتاراً العديد من النباتات والأشجار والحيوانات النادرة التي تحافظ عليها إدارة المحمية، ويتمتع فيها السياح بالرحلات والنزهات الصديقة للبيئة والتي تشمل التخييم والمشي ومشاهدة الطيور.

منتزه كهوف “مولو” الوطني
تعتبر هذه المنطقة التي تصنفها منظمة اليونسكو على قائمة التراث الإنساني واحدة من أكبر شبكات الكهوف في العالم، وتملك أطول كهف في منطقة جنوب شرق آسيا وهو كهف المياه العذبة، كذلك يوجد فيها الكهف المشهور باسم “قاعة ساراواك” والذي يملك مساحة ضخمة تؤهله ليتسع لـ 40 طائرة بوينج 747! وأكثر ما يجلب الشهرة لهذه المنطقة هي الظاهرة التي تدعى “هجرة الخفافيش” حيث يغادر ما يصل إلى مليون خفاش من 12 فصيلة الكهوف الداخلية نحو الخارج.

منتزه بينانج الوطني
رغم كونه أصغر منتزه وطني في العالم بمساحة لا تتجاوز 29.6 كيلومتر مربع، إلا أن منتزه بينانج الوطني يصنف بين أفضل 10 منتزهات طبيعية في جنوب شرق آسيا، حيث يتمتع زواره بالواجهة البحرية الساحرة التي يملكها، كما يتجه الكثير من زواره لرؤية أشجار المانجروف الاستوائية، إضافة لبحيرة “بانتاي كيراشوت” التي تتميز بظاهرة انفصال المياه المالحة عن المياه العذبة.

جزيرة بيرهينتيان
الجزيرة الأشهر في مجال السياحة البيئية في ماليزيا، خليط ساحر من الشواطئ الرملية وأشعة الشمس والحواجز المرجانية الملونة، وتعتبر من أشهر المواقع العالمية لرياضة الغوص، حيث يمكن مشاهدة الشعاب المرجانية الفريدة والأحياء البحرية النادرة عن قرب، لكن ما زالت بيرهينتيان تواجه بعض الصعوبات في مواكبة جميع معايير السياحة البيئية بسبب عدد السياح الكبير الذي يأتي إليها.

الحديقة الوطنية
المحمية الطبيعية التي تضم أقدم غابة استوائية في العالم بعمر يصل إلى 130 مليون عام، وبمساحة تبلغ 4,343 كيلومتر مربع وتتوزع مساحتها بين ثلاثة ولايات هي كلانتان، ترينجانو وباهانج، وتضم المحمية عشرات الأنشطة التي يمكن للسياح التمتع بها مثل المسير الجبلي والتخييم والاسترخاء في الطبيعة وركوب القوارب في النهر الكبير، كما تضم محمية للأسماك الاستوائية النادرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat