سياحة

في مقدمتها الشرق الأوسط والهند...
ماليزيا تتجه نحو أسواق سياحية أخرى بعد أزمة فيروس كورونا
البداية المتفائلة كانت عنوان الإطلاق الرسمي لحملة زوروا ماليزيا 2020 مع احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في ماليزيا، وذلك بهدف الوصول إلى استقبال 30 مليون سائح دولي وإيرادات سياحية تتجاوز 100 مليار رنجت، بحسب الأهداف التي وضعتها السياحة الماليزية منذ بدء الترويج للحملة في سوق السفر العربي في دبي أواخر عام 2018.
في مقدمتها الشرق الأوسط والهند...
ماليزيا تتجه نحو أسواق سياحية أخرى بعد أزمة فيروس كورونا
كوالالمبور – "أسواق"
البداية المتفائلة كانت عنوان الإطلاق الرسمي لحملة زوروا ماليزيا 2020 مع احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في ماليزيا، وذلك بهدف الوصول إلى استقبال 30 مليون سائح دولي وإيرادات سياحية تتجاوز 100 مليار رنجت، بحسب الأهداف التي وضعتها السياحة الماليزية منذ بدء الترويج للحملة في سوق السفر العربي في دبي أواخر عام 2018.
لكن هذه الجهود الترويجية تلقت ضربة كبيرة منذ منتصف شهر يناير بعد توالي الأخبار المخيفة من مدينة ووهان في مقاطعة هوبي في الصين عن انتشار فيروس كورونا Covid-19، والذي استمر بالانتشار كالنار في الهشيم ليصل إلى أكثر من 20 بلداً حول العالم ويودي بحياة أكثر من 2,000 ضحية معظمهم في الصين حتى منتصف شهر فبراير.
الأزمة الصينية الكبيرة مع فيروس ووهان فرضت على الكثير من الدول بما فيها ماليزيا اتخاذ إجراءات ضرورية لحماية الأمن الوطني والصحة العامة عبر فرض تقييدات على السفر والرحلات القادمة من الصين والمتجهة إليها، وهو ما دفع بالحكومة الماليزية إلى فرض حظر على جميع السياح الصينيين القادمين من مدينة ووهان مركز الوباء، ومقاطعات هوبي وجينجيانغ وجيانغسو.
هذه الإجراءات إضافة إلى قيام الحكومة الصينية بإغلاق العديد من المدن والمقاطعات بشكل كامل، أدت إلى خوف كبير داخل وخارج الصين من تبعات استمرار حركة السفر الطبيعية، وهو ما أدى إلى شبه شلل في حركة السياح من وإلى الصين، وعاد بتأثيرات سلبية عديدة على السياحة الماليزية.
أهمية السوق الصيني
من بين أهم استعدادات ماليزيا لحملتها السياحية "زوروا ماليزيا 2020" كان التحضير لاستقبال ملايين السياح من الصين كما هي العادة منذ سنوات عديدة، ومن بين حملاتها الترويجية عقدت السياحة الماليزية حملة مشتركة مع منصة "مافينغو" الصينية الشهيرة للمعلومات السياحية، وذلك بهدف الوصول إلى جذب 3,485,000 سائح من الصين.
لكن هذه الجهود تواجه الآن صعوبات كبيرة بعد أزمة كورونا، فبجانب الإجراءات التي تفرضها الحكومة الماليزية للحفاظ على الصحة العامة، فإن السوق يشهد اليوم موجة من التراجع مع عزوف الكثير من السياح الصينيين عن مغادرة بلادهم، حيث أشارت الكثير من التقارير إلى تراجع الرغبة في الإنفاق والسفر بشكل كبير مع استمرار انتشار الفيروس في العديد من أنحاء الصين.
ويمتلك السوق الصيني أهمية كبرى في قطاع السياحة الماليزي حيث بلغت نسبة السياح الصينيين في عام 2018 ما يعادل 11% من مجمل أعداد السياح القادمين إلى ماليزيا، حيث استقبلت ماليزيا 2.94 مليون سائح من الصين، وهو ما يجعلها في المرتبة الثالثة لأكثر الدول مساهمة في القطاع السياحي بعد سنغافورة وإندونيسيا. فيما زار 2.41 مليون سائح صيني ماليزيا في الأشهر التسع الأولى من العام الماضي 2019.
وتشير إحصاءات السياحة الماليزية إلى ان السوق الصيني شهد نمواً يبلغ 188.7% ما بين عامي 2009 – 2019، وهو ما يشير إلى خسائر كبيرة قد تمنى بها السياحة الماليزية ما لم تُحل أزمة كورونا في وقت قريب.
خسائر في الأفق
النتائج السلبية المترتبة على أزمة كورونا في الصين بدأت بالتجلي بشكل واضح وصريح في ماليزيا، حيث صرح وزير السياحة الماليزي محمدين كتابي أن الخسائر منذ بداية يناير حتى منتصف فبراير تجاوزت بالفعل 3 مليار رنجت.
وأضاف الوزير أن هذه الخسائر شملت جميع المؤسسات والشركات العاملة في قطاع السياحة، بداية من الفنادق الفاخرة وصولاً إلى أصغر الأعمال والأكشاك السياحية الصغيرة، وجاء كلامه خلال مؤتمر طوارئ عقدته وزارة السياحة تحت عنوان استعادة عافية السياحة، وضم العديد من المسوقين ومالكي الأعمال والشركات في القطاع السياحي الماليزي.
الخسائر الآنية لن تكون الوحيدة بحسب محللين في حال استمرت أزمة الفيروس المميت في الشهور المقبلة، فخسائر موسم رأس السنة الصينية ليست الوحيدة في حال استمر الحال على ما هو عليه، فالسياحة الصينية في ماليزيا تنتعش في أربع مواسم رئيسية هي: رأس السنة الصينية، وشهرا يوليو وأغسطس، وما يعرف بالأسبوع الذهبي في أكتوبر، وفي شهر ديسمبر.
هذه التوقعات وضبابية أفق أزمة فيروس كورونا، دفعت بالسياحة الماليزية للتوجه نحو دعم عملها في العديد من الأسواق الأخرى، وفي مقدمتها سوق الشرق الأوسط والهند.
البحث عن البدائل
الخطوة الأولى التي اتخذها وزير السياحة في اجتماعه مع كبار مالكي الشركات والعاملين في قطاع السياحة، كان بالانفتاح أكثر نحو سوقي الشرق الأوسط والهند، حيث يُقدم سوق الشرق الأوسط للسياحة الماليزية سياحة نوعية تعتبر الأكثر إنفاقاً في ماليزيا، فيما يقدم السوق الهندي أعداداً سياحية كبيرة لا يستهان بها وتقدم إيرادات كبيرة لماليزيا.
ففي عام 2018 استقبلت ماليزيا 251,973 سائحاً من الشرق الأوسط، وساهم السياح من دول الخليج تحديداً بأكبر معدلات إنفاق للفرد بين السياح، حيث أنفق السياح من الإمارات بمعدل 7,713 رنجت، والمملكة العربية السعودية بمعدل 11,555 رنجت، والكويت بمعدل 8,191 رنجت وعمان بمعدل 8,117 رنجت.
هذه الأهمية الكبيرة لسوق الشرق الأوسط دفعت بوزارة السياحة الماليزية لتوجيه الوكالات والشركات السياحية نحو تقديم أفضل العروض وتكثيفها لمنطقة الشرق الأوسط، ومعرض السفر العربي في دبي خلال شهر أبريل سيكون المنصة الأبرز التي ستعرض من خلالها ماليزيا توجهها وعروضها لتعزيز الزيارات السياحة من تلك المنطقة.
بدورها أعلنت السياحة الماليزية عن رفع هدفها للسوق الهندي وذلك نحو استقبال مليون سائح من الهند خلال العام الحالي، وتوجت توجهها بالمشاركة الماليزية في معرض "OTM" السياحي، الذي يعتبر من أكبر معارض السياحة في الهند.
وشارك في المعرض الذي أقيم من 3 – 5 فبراير في مومباي أكثر من 14 شركة ومنظمة من قطاع السياحة في ماليزيا، حيث قال رئيس الوفد الماليزي ذو الكفل محمد سعيد إن ماليزيا تسعى لاستقطاب المزيد من السياح من الهند وخير دليل هو السماح بدخول السياح الهنود بدون فيزا لمدة تصل إلى 15 يوماً.
وكانت ماليزيا استقبلت أكثر من 600,000 سائح من الهند، وتعمل اليوم على زيادة هذه الأعداد بشكل كبير لتعويض النقص في الزيارات والإيرادات الذي يسببه التراجع الكبير في السوق الصيني، والذي لا زال أفقه مجهولاً حتى اللحظة.
بمشاركتها الـ 27 على التوالي...
ماليزيا تستعد للعودة إلى دبي لاستعراض روائعها في سوق السفر العربي
كعادتها في كل عام منذ 27 عاماً تعود ماليزيا إلى الشرق الأوسط من بوابة دبي في الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في سوق السفر العربي، لتقدم وتستعرض أبرز ميزاتها وإمكانياتها السياحية الفريدة من نوعها، مستهدفة رجال الأعمال والسياح وكبار اللاعبين في صناعة السياحة لاستقبال المزيد من السياح من السوق العربي والشرق الأوسط.
بمشاركتها الـ 27 على التوالي...
ماليزيا تستعد للعودة إلى دبي لاستعراض روائعها في سوق السفر العربي
كوالالمبور – "أسواق"
كعادتها في كل عام منذ 27 عاماً تعود ماليزيا إلى الشرق الأوسط من بوابة دبي في الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في سوق السفر العربي، لتقدم وتستعرض أبرز ميزاتها وإمكانياتها السياحية الفريدة من نوعها، مستهدفة رجال الأعمال والسياح وكبار اللاعبين في صناعة السياحة لاستقبال المزيد من السياح من السوق العربي والشرق الأوسط.
المشاركة الماليزية هذا العام تأتي في ظل ظروف سياحية ليست مثالية وجاءت عكس التوقعات الإيجابية التي كانت ماليزيا تنتظرها مع بداية الإطلاق الرسمي لحملة "زوروا ماليزيا 2020"، حيث تتجه ماليزيا نحو توسيع نشاطها السياحي في العديد من الأسواق وفي مقدمتها سوق الشرق الأوسط في ظل تضرر كبير في السوق الصيني جراء أزمة فيروس كورونا، وتراجع العائدات والزيارات السياحية من واحد من أكبر المساهمين في قطاع السياحة في البلاد.
لكن كل ذلك لن يمنع ماليزيا من العودة إلى سوق السفر العربي في دبي من جديد، واستعراض ثقافتها ومعالمها السياحية والتراثية والترفيهية العديدة والمميزة، بوجود وفد رفيع سيكون بقيادة وزير السياحة، وتنظيم خاص من السياحة الماليزية بحضور أرفع المسؤولين والعديد من ممثلي الشركات الخاصة والحكومية وممثلي المعالم السياحية والفنادق والمنتجعات في ماليزيا.
وتستهدف ماليزيا هذا العام استقبال أكثر من 350 ألف سائح من الشرق الأوسط وذلك عبر العديد من الحملات الترويجية والجولات السياحية التي تقيمها ماليزيا خلال الأشهر القادمة قبيل بدء فعاليات سوق السفر العربي في دبي، والذي ستجري فعاليته في 28 يونيو القادم في مركز التجارة الدولي في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
ويمتلك سوق الخليج العربي بشكل خاص والشرق الأوسط عموماً أهمية كبيرة في قطاع السياحة في ماليزيا، فرغم أنه ليس السوق الأضخم من حيث عدد السياح ويتفوق عليه العديد من الأسواق مثل الصين وجنوب شرق آسيا ودول أسيان، إلا أن سوق الشرق الأوسط يتميز بكونه سوقاً نوعياً لا يهتم بالأعداد بشكل كبير.
ففي عام 2018 فقط استقبلت ماليزيا 251,973 سائحاً من الشرق الأوسط، وساهم هؤلاء السياح من دول الخليج تحديداً بأكبر معدلات إنفاق للفرد بين السياح، حيث أنفق السياح من الإمارات بمعدل 7,713 رنجت، والمملكة العربية السعودية بمعدل 11,555 رنجت، والكويت بمعدل 8,191 رنجت وعمان بمعدل 8,117 رنجت.
من هذا المنطلق ستجري السياحة الماليزية خلال الأسابيع القادمة جولات ترويجية في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، وذلك للقاء العديد من الوكالات السياحية والمستثمرين ورجال الأعمال والشركات العاملة في مجال السياحة لتقديم أفضل العروض والخدمات واستقطاب المزيد من السياح من المنطقة العربية نحو ماليزيا.
جولات السياحة الماليزية بدأت بالفعل نهاية شهر فبراير مع إرسال وفد سياحي كبير إلى قطر برئاسة شهرين بن مختار مدير مكتب دبي في السياحة الماليزية، وضم الوفد 5 منظمات ما بين فنادق ووكالات سياحية ومالكي المنتجات السياحية إضافة إلى ممثلين من هيئة السياحة في لانكاوي وبينانج والمجلس الماليزي للسياحة العلاجية "MHTC".
وعقد الوفد الماليزي العديد من الاجتماعات مع الشركات في العاصمة القطرية الدوحة والعديد من النقاشات مع الحضور القطري حول السياحة في ماليزيا وميزاتها وذلك بحضور خاص من السفير الماليزي في الدوحة محمد شاهر بن صبر الدين.
كما شهدت الجولة عروضاً مميزة من الخطوط الجوية القطرية وهيئة السياحة في بينانج والمجلس الماليزي للسياحة العلاجية حول أهم الميزات والعروض والمفاجآت التي تنتظر زوار ماليزيا عند قدومهم للسياحة في واحدة من أجمل بقاع منطقة جنوب شرق آسيا.
بدورها ستجري هيئة السياحة الماليزية في شهري مايو ويونيو، عدة جولات مشابهة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي عدة مدن مثل الدمام وأبو ظبي والشارقة، وتستمر تلك الجولات من بداية شهر مايو حتى ما قبل يوم من انطلاق فعاليات سوق السفر العربي في دبي.
هذه الجهود الكبيرة التي تبذلها السياحة الماليزية في الشرق الأوسط تأتي ترسيخاً لأهمية سوق الشرق الأوسط والتي صرّح بها الكثير من مسؤولي السياحة في ماليزيا، وتتزايد هذه الأهمية الكبيرة اليوم مع البطء الذي تشهده أسواق السياحة خصوصاً في قارة آسيا مع استمرار أزمة فيروس كورونا الخانقة، والتي جعلت للأسواق النوعية مثل سوق الشرق الأوسط فرصة كبيرة لزيادة وتعزيز مساهمتها الكبيرة والمؤثرة في السوق السياحي الماليزي لهذا العام مع حملة "زوروا ماليزيا 2020".
