
كوالالمبور – “أسواق”
مع اقتراب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى ماليزيا والتي من المتوقع أن تبدأ يوم غد، فإن الكثير من التوقعات والتكهنات تدور حول ماهية الزيارة وأهم المواضيع التي سيناقشها في لقاءه مع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد والمسؤولين في الحكومة الماليزية، وبحسب وكالة الأنباء الماليزية الرسمية “بيرناما” فإن النقاشات حول الاستثمارات السعودية في المنشآت النفطية ستكون أبرز محاور هذه الزيارة.
توقعات خاصة نقلتها “بيرناما” عن رئيس قسم الأبحاث في الشركة الماليزية لتمويل التطوير الصناعي “MIDF” محمد رضا عبد الرحمن الذي قال إن المملكة قامت بالعديد من الاستثمارات النفطية في منطقة آسيا لاحتكار الطلب والتأثير على المنافسين واعتبر أن المملكة مقدمة على استثمارات جديدة في منشأة شركة النفط الوطنية الماليزية “بتروناس” في جوهور، حيث يحمل المشروع اسم “RAPID”.
شركة “أرامكو” الوطنية السعودية للنفط سبق وأن شاركت في المشروع في عام 2017 باستثمار بلغ 7 مليار دولار (28.6 مليار رنجت)، وكان ذلك بالتزامن مع زيارة الملك سلمان إلى ماليزيا في العام 2017، ومع زيارة ولي العهد محمد بن سلمان يوم غد يتوقع أن يتم طرح المزيد من الاستثمارات في مشروع “RAPID” والمشاريع المرتبطة به.
من جانب آخر قال عبد الرحمن إن المملكة التي تتبع استراتيجية 2030 للتحول الاقتصادي وتخفيف اعتماد اقتصاد المملكة على النفط والمنتجات النفطية وتوزيع الاقتصاد يمكن أن تستفيد من تجربة ماليزيا في هذا المجال حيث استطاعت ماليزيا تخفيف اعتماد اقتصادها على النفط والمنتجات النفطية إلى 14% في العام الماضي 2018 مقارنة بنسبة 41% في عام 2009.
الاستراتيجية التي أطلقها ولي العهد السعودي في شهر أبريل من عام 2016 تهدف لزيادة عائدات الاقتصاد السعودي غير النفطية لتبلغ 160 مليار دولار بحلول عام 2020، وزيادة التنوع في إيرادات الاقتصاد السعودي إضافة لتطوير قطاع الخدمات العامة مثل قطاع الخدمات الصحية والتعليم والبنية التحتية والسياحة في المملكة.
من جهتها فإن ماليزيا يمكن أن تحقق فائدة كبيرة من النقاشات الاقتصادية التي سترافق الزيارة وذلك عبر التوصل لتعاون واستثمار أكبر بين ماليزيا والسعودية في مجال تصدير زيت النخيل ومنتجاته إلى المملكة، حيث قال رئيس قسم الأبحاث في “MIDF” إن استقرار أسعار زيت النخيل الحالية والتي وصلت إلى 2,250 رنجت للطن الواحد يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة قيمة صادرات ماليزيا إلى المملكة في هذا المنتج بشكل كبير، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية ثاني أكبر شريك تجاري لماليزيا في الشرق الأوسط.
في عام 2018 وصلت قيمة صادرات ماليزيا نحو المملكة العربية السعودية 3.8 مليار رنجت، واشتملت بشكل رئيسي على زيت النخيل ومنتجاته والمنتجات الكهربائية والإلكترونية والمعدات الآلية إضافة للأطعمة المعالجة، وهو أقل من صادراتها إلى السعودية في عام 2017 والتي بلغت 4.2 مليار رنجت، حيث كان السبب في انخفاض حجم التصدير التراجع في أسعار زيت النخيل في عام 2018.
فيما بلغ حجم واردات ماليزيا من المملكة العربية السعودية 17.9 مليار رنجت في العام الماضي 2018 بزيادة كبيرة عن العام 2017 حين بلغت 10.7 مليار رنجت، وتشمل الواردات بشكل رئيسي الوقود الأحفوري من النفط والغاز، والمنتجات البلاستيكية ومعادن الألمنيوم والكوبر وغيرها من المنتجات.
كذلك من المتوقع أن يتم طرح موضوع زيادة حجم الحصة المخصصة لماليزيا من الحجاج كل عام، حيث تبلغ حصة ماليزيا الحالية من الحجاج 30,200 حاج، وتسعى ماليزيا نحو زيادة تلك الحصة، ويبدو ذلك ممكناً مع العلاقة المتينة التي يمتلكها البلدان منذ سنوات طويلة على مختلف الصعد.
السنوات الماضية شهدت توقيع ماليزيا والسعودية على اتفاقات تفاهم تصل قيمتها إلى 9.74 مليار رنجت في مجالات البناء وتطوير صناعات الحلال والطيران وخدمات الحج وغيرها من المجالات، والزيارة القادمة لولي العهد السعودي تبدو مناسبة جديدة لتوسيع العلاقة الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة بين البلدين.