
كوالالمبور – “أسواق”
بتنظيم مشترك بين مركز البحث العلمي لتقنية النانو في جامعة ملايا “UM” وعدة مؤسسات تعليم عالي من العراق وبشراكة إعلامية خاصة مع مجلة “أسواق”، نظمت جامعة ملايا مؤتمرها الخاص لتقنية النانو تحت عنوان “لقاء تقنية النانو: مبادئ وتطبيقات”، وذلك في حرم الجامعة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وذلك بهدف تبادل الخبرات بين الخبراء والأكاديميين الحاضرين حول تقنية النانو.
وتعتبر تقنية النانو اختصاصاً علمياً يهتم بدراسة عملية معالجة المواد بالاستعمال الجزيئي والذري، حيث تقاس هذه التقنية بمقياس “النانومتر” والذي يعادل جزءاً من المليون المتواجد في المليمتر، حيث توجد لها الكثير من التطبيقات العلمية والعملية في مختلف مجالات الحياة.
إضافة لجامعة ملايا فإن الحدث شهد مشاركة 10 مؤسسات للتعليم العالي والمنظمات من دولة العراق وهذه المؤسسات هي: المعهد العلمي للتدريب المتقدم والدراسات، والمنتدى العراقي للنخب والكفاءات، إضافة للعديد من الجامعات كجامعة سليماني التطبيقية وجامعة سليماني، وجامعة سامراء، وجامعة تكريت، وجامعة النهرين والجامعة العراقية وجامعة الكوفة، وكلية المعارف الجامعة وكلية النسور الجامعة.
كما استضاف المؤتمر أكثر من 80 مشاركاً وخبيراً أكاديمياً من العديد من دول العالم مثل سنغافورة وأستراليا ونيوزلندا والعراق وغيرها من الدول، حيث شملت نشاطات المؤتمر عدة أقسام، أولها قسم العروض التقديمية الشفوية حيث قدم المتحدثون والخبراء آخر المستجدات والتطورات في مجال تقنية النانو، إضافة لقسم مخصص لاستعراض أهم الإنجازات العالمية في مجال تقنية النانو وتطبيقاتها العملية، وأخيراً المعرض الصناعي لتعريف المشاركين وتمكينهم من الاطلاع بشكل مقرب على جميع الابتكارات في مجال الأجهزة والتقنيات المعتمدة على تقنية النانو وتطبيقاتها.
واستضاف المؤتمر العديد من المتحدثين البارزين في مجال تقنية النانو، من بينهم العالمة والدكتورة السنغافورية “جاكي يينغ” من جامعة الهندسة الحيوية والقنية في سنغافورة، حيث تمتلك الدكتورة “يينغ” العديد من براءات الاختراع والجوائز العلمية المرموقة مثل جائزة المصطفى العلمية التي تقدمها مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا.
وتحدثت الدكتورة “يينغ” في عرضها التقديمي عن العديد من الإنجازات العلمية التي استطاعت هي وجامعتها تحقيقها في مجال تقنية النانو، ومنها استعمال تقنية النانو في جهاز لكشف وتشخيص العديد من الفيروسات التي تنتشر في مناطق آسيا وإفريقيا مثل فيروس “زيكا” وفيروس “إيبولا” واستخدام هذه التقنية في تشخيص المرض بسرعة وفعالية كبيرة خلال دقائق عوضاً عن التشخيص الطبي العادي الذي يتطلب حوالي 24 ساعة للتأكد من وجود الفيروس في دم أو بول المريض.
مشاركة عراقية فاعلة
أحد أبرز النقاط المضيئة في هذا المؤتمر كانت المشاركة المميزة من 10 جامعات ومؤسسات علمية من العراق، وبتنظيم خاص تحت إشراف الدكتور العراقي يعرب الدوري الذي يعمل باحثاً في مجال تقنية النانو في جامعة ملايا ويملك مسيرة طويلة في هذا المجال والعديد من المجالات العلمية، حيث أصدر مئات الأوراق العلمية وتم اقتباس أبحاثه في الكثير من الأوراق العلمية الأخرى، كما يملك مساهمات عديدة في العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية في فرنسا وسنغافورة وماليزيا مثل الجامعة التقنية الماليزية UTM وجامعة ملايا UM.
وقال الدكتور الدوري في تصريح خاص لمجلة “أسواق” إن أهم ما ميز مؤتمر تقنية النانو هو مشاركة العديد من الخبراء من مختلف دول العالم مثل العراق وسنغافورة وتايوان وتايلاند ونيوزلندا والأردن، حيث وصل عدد المشاركين في المؤتمر إلى 80 مشاركاً، إضافة للمشاركة المميزة جداً من العالمة السنغافورية الدكتورة “جاكي يينغ”.
وأضاف الدكتور الدوري “الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر هو نشر أحدث تقنيات العلوم والتكنولوجيا والمعارف المرتبطة بها في دولنا العربية على وجه الخصوص، وذلك من خلال مشاركة 10 جامعات عراقية كمشارك منظم في المؤتمر، حيث أسهمت تلك الجامعات بشكل مميز من خلال الأبحاث التي قدمتها في المؤتمر، إضافة إلى الرغبة الكبيرة لتوقيع مذكرات تفاهم علمية وتقنية مع جامعة ملايا التي تعتبر من أفضل جامعات ماليزيا”.
وعن أهمية تقنية النانو قال الدكتور الدوري إن أهم شيء في تقنية النانو هو تطبيقاتها العملية، ففي المجال الصناعي تم استخدام تقنية النانو في تطوير كفاءة الخلايا الشمسية التي انتقلت من نسبة 20% في الخلايا التقليدية إلى نسبة 40% في الخلايا النانوية التي تستخدم تقنية النانو مما يعني تضاعف إنتاجها للطاقة الكهربائية مما يعود بفائدة كبيرة على اقتصادات الدول التي تتبنى مثل هذه التقنيات.
كما ساعد استخدام تقنية النانو في المجال الطبي والمخبري تحديداً على تسريع عمليات تشخيص الأمراض والحالات الطبية حيث يمكن الحصول على نتائج التحليلات فورياً دون انتظار الفحوص المخبرية التي تحتاج ما يصل إلى 24 ساعة للتوصل إلى النتائج، من خلال أجهزة تدعى “مستشعرات النانو الحيوية”، كما توجد الكثير من التطبيقات لتقنية النانو في المجال الزراعي وغيره من المجالات المختلفة.
تكريم خاص لمجلة “أسواق”
من جانب آخر قدمت جامعة ملايا تكريماً خاصاً لمجلة “أسواق” باعتبارها الشريك الإعلامي لمؤتمر تقنية النانو، حيث قدمت كل من الجامعة ومركز البحث العلمي في تقنية النانو شهادة فخرية ودرعاً تذكارياً إلى فريق مجلة “أسواق” خلال المؤتمر.
هذا التكريم يأتي اعترافاً من الجامعة والمؤتمر بالدور الكبير والجهد الذي تقوم به مجلة “أسواق” في تغطية ودعم النشاطات العلمية في جامعة ملايا وغيرها من الجامعات الماليزية كجزء من دورها وهدفها في الترويج لماليزيا في منطقة الشرق الأوسط في مختلف القطاعات ومنها القطاع التعليمي المتطور في ماليزيا.