أدب وتراثسياحة

تمثل جزءًا من التراث العالمي بعراقتها وتميزها… مواقع قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في ماليزيا -1-

كوالالمبور – أسواق

من بين الأعمال العديدة التي تشملها اختصاصات منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم “اليونسكو” فإن المنظمة تملك قائمة مميزة تختص في تحديد المواقع الأثرية والتراثية والثقافية في مختلف أرجاء العالم ووضع هذه المواقع على قائمة للتراث الإنساني، تقديرًا للخصوصية الثقافية أو الأثرية أو البيئية التي تحملها تلك المواقع.

ومن بين العديد من دول منطقة جنوب شرق آسيا فإن ماليزيا بعراقتها وتاريخها المميز وتنوعها الثقافي والتراثي الكبير استحقت أن يقع الاختيار على أربعة مواقع تراثية فيها لتكون من ضمن قائمة “التراث العالمي لمنظمة اليونسكو” وهذه المواقع هي: مدينة ملاكا، مدينة جورج تاون، ومنتزه مولو الوطني إضافة لمنتزه جبال كينابالو شرق ماليزيا، وهنا سنتحدث عن مدينتي مضيق ملاكا التاريخيتين ملاكا وجورج تاون.

ملاكا الأوروبية

مدينة ملاكا التي كانت عاصمة لسلطنة كاملة حملت اسمها وعلى مدى أكثر من 500 عام كانت من أبرز المراكز التجارية في منطقة جنوب شرق آسيا، وهو ما جعلها ضحية دائمة للاستعمار من قبل البرتغاليين ومن ثم الهولنديين قبل أن تقع تحت الاحتلال البريطاني إلى حين استقلال البلاد في عام 1957.

تتمتع مدينة ملاكا بطراز معماري فريد من نوعه ليس فقط في ماليزيا بل في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يغلب عليها العمارة الأوروبية البرتغالية والهولندية التي تظهر بوضوح في أبنية المدينة ومعالمها السياحية، كما يضفي عليها نهر ملاكا الذي يمر خلال المدينة رونقًا رائعًا يجعلها من أبرز المواقع السياحية والتراثية في ماليزيا.

من بين المعالم التراثية المميزة التي تضمها المدينة نجد المتحف البحري لملاكا الذي يلخص لزوار المدينة المراحل التاريخية التي مرت بها على مدى أكثر من خمسة قرون حينما كانت المركز التجاري الأهم في فترات الاستعمار البرتغالي والهولندي للمدينة، ويتميز هذا المتحف بالسفينة الضخمة التي تتوسطه ويحتوي العديد من الآثار والوثائق التاريخية والتراثية الهامة.

بدورها تعتبر كنيسة المسيح واحدة من المعالم المعمارية والتراثية الأبرز في المدينة حيث بناها الهولنديون إبان سيطرتهم على المدينة وانتزاعها من الحكم البرتغالي في عام 1753 وهي من أقدم الكنائس في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تمثل النموذج الأوضح للعمارة الأوروبية في المدينة، وتحتوي خزائن الكنيسة على العديد من الوثائق التاريخية واللوحات الفنية والأثرية.

جورج تاون… خليط الثقافات والألوان

لا عجب في أن يتم اختيار عاصمة ولاية بينانج جورج تاون لتكون على قائمة التراث الإنساني العالمي، نظرًا للتنوع الثقافي والعرقي والإنساني الرائع الذي تتسم به هذه المدينة، حيث تقدم نفسها كمزيج فريد من الثقافات الصينية والهندية والإسلامية من خلال الألوان والعمارة المميزة التي تعج بها شوارعها.

جولة قصيرة بين مقاهي ومطاعم الشوارع في جورج تاون تقدم للزوار لمحة كافية عن العمق الثقافي الكبير الذي تتمتع به المدينة التي تأسست في عام 1786 على يد شركة الهند الشرقية البريطانية، قبل أن تتعرض للاحتلال الياباني قبل نهاية الحرب العالمية الثانية ثم السيطرة البريطانية حتى الاستقلال في عام 1957.

هذه المحن لم تمنع المدينة من التألق الذي استمر حتى اليوم، حيث تشتهر بالشوارع الملونة والعمارة المختلطة بين العمارة الأوروبية والهندية والصينية والإسلامية، كما تشتهر بأسواق التوابل والبهارات التي تعرض أجود وأندر أنواع التوابل في جنوب شرق آسيا.

تتعدد المعالم التراثية والسياحية في جورج تاون فمن القصر الأزرق الشهير المؤلف من 38 غرفة والأكثر جذبًا للمصورين في المدينة، مرورًا بمتحف بينانج العريق الذي يحتوي آلاف الوثائق التاريخية والتحف التراثية العريقة، وصولًا إلى مقاهي الشوارع والحي الصيني التي تقدم مظهرًا رائعًا لا يمكن تجاهله في واحدة من أجمل مدن شبه الجزيرة الماليزية.

هذه الخصوصية الثقافية المميزة والتاريخ الطويل الذي يعج بالثقافات والحضارات المختلفة جعلت مدينتي ملاكا وجورج تاون اثنتين من أشهر مدن منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يتمثل مصطلح “التراث الإنساني” بكل وضوح وبأبهى صوره في بلد لطالما اشتهرت بتنوعها الثقافي والتراثي الذي لا مثيل له في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat