أبدع في تصوير الحياة والتقاليد الملاوية… الفنان داتو محمد نور خالد تجربة فذة جسدت حياة القرية

كوالالمبور – “أسواق”
يعتبر الروائي والرسام والصحفي الماليزي داتو محمد نور خالد من أشهر المجددين في مجال الروايات البصرية والرسم في قارة آسيا، وذلك من خلال أعماله العديدة وأشهرها الرواية البصرية “فتى القرية” والتي يصّور فيها الحياة والتقاليد الاجتماعية الملاوية من خلالها.
ولد داتو محمد نور في عام 1951 في إحدى القرى الريفية الصغيرة في ولاية بيراك وقضى طفولته فيها إلى أن انتقل إلى العيش في مدينة بيراك عاصمة الولاية في عمر 11 عاماً، حيث درس ووصل إلى المرحلة الثانوية لكن ظروف حياته لم تساعده على استكمال دراسته فيما بعد.
العديد من الأحداث والقصص أثرت في أعمال داتو محمد فيما بعد خصوصاً تجربته في العمل كصحفي في قسم الجرائم في أحد الصحف الماليزية، حيث أن جولاته لتغطية تلك الأحداث مكنته من تشكيل فكرة واسعة عن الحياة المدنية، بعد أن كان يمتلك فكرة واسعة عن حياة القرية التي قضى طفولته فيها.
“فتى القرية لات”
هو أشهر أعمال الفنان والروائي داتو محمد نور خالد، ورغم كونه أشبه بسيرة ذاتية لحياته وقصة طفولته في القرية إلا أن هذه الرواية المرسومة نالت شهرة وتقديراً كبيراً ليس فقط في ماليزيا بل في جنوب شرق آسيا ككل، حيث أنها صورّت العديد من التقاليد الاجتماعية والقصص السياسية في الحياة الملاوية في القرى الصغيرة بعيداً عن ضجة المدن.
“فتى القرية” بدأت كمجموعة قصص متفرقة تتحدث عن الفتى الصغير “لات” والذي يعيش في قرية صغيرة في ولاية بيراك، وتوالي الأحداث في قصة الطفل يمكّن القارئ من التعرّف على التقاليد الاجتماعية والدينية الموجودة لدى عرق الملايو في القرى البسيطة التي يعيشون فيها.
في عام 1978 تم جمع كل أعمال “فتى القرية” ضمن رواية بصرية واحدة وتم طرحها للبيع للعامة، حيث حققت نجاحاً كبيراً وبيع أكثر من 60 ألف نسخة منها في الأشهر الأربعة الأولى من طرحها، وبحلول عام 2009 تم طبع الكتاب لأكثر من 16 طبعة في العديد من الدول وبمختلف اللغات منها الإنجليزية والبرتغالية والفرنسية واليابانية، إلى أن أصبح اسم “لات” ملتصقاً بشخصية داتو محمد نور حيث أصبح مشهوراً بين الماليزيين باسم داتو “لات”.
شهرة وجوائز وأعمال أخرى
المهارة القصصية والطابع الطريف والناقد لكتاب “فتى القرية” حقق شهرة واسعة لداتو محمد نور، وفي عام 1994 قرر سلطان ولاية بيراك الماليزية منحه لقب “داتو” الشرفي تقديراً لأعماله ودوره الكبير في التعريف بالثقافة الملاوية والأوضاع الاجتماعية والمعيشية في القرى الماليزية.
إضافة لذلك نال داتو محمد نور العديد من الجوائز الأخرى مثل زمالة آيزنهاور في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 وجائزة “فوكوكا” الآسيوية للثقافة في عام 2002، عدا عن الدكتوراه الفخرية في مجال علم الإنسان “الأنثروبولوجيا” وعلم الاجتماع لعام 2007، وحصل على جائزة بتروناس للصحافة في عام 2005.
إضافة لكل ذلك يملك داتو محمد نور مجموعة قصصية مرسومة باسم “فتى المدينة” وتحكي هذه المجموعة قصة الفتى “لات” وحياته في المدينة، وتعبر عن واقع الحياة في المدن الكبيرة والمقارنة بينها وبين الحياة البسيطة في القرى، حيث نالت هذه الأعمال كذلك شهرة كبيرة وتقديراً مميزاً لروائي ورسام عبّر عن البيئة والتقاليد الملاوية من خلال قصصه وأعماله الفريدة من نوعها.