تجسد التأثير العربي في التراث الماليزي “كومبانغ” النسخة المالاوية للدف العربي

كوالالمبور – أسواق
“كومبانغ” هي واحدة من أشهر الأدوات الموسيقية التي يستعملها المالاوين في الاحتفالات الشعبية، ويعود أصل هذه الآلة الموسيقية إلى الجزيرة العربية حيث أن شكلها شبيه جداً بآلة الدف، ويعتبر الجلد الطبيعي من الأشياء الأساسية لتصميم “كومبانغ”.
بحسب المؤرخين فإن وصول هذه الآلة إلى ماليزيا يعود فضله إلى التجار الهنود المسلمين الذي قدموا إلى المنطقة في عهد سلطنة ملاكا، فيما يعتبر مؤرخون آخرون أنها قدمت مع التجار العرب الذين وصلوا إلى جزيرة جاوة في القرن الثالث عشر الميلادي.
تتنوع أحجام آلة الـ “كومبانغ” حيث لكل منها قياس مختلف منها 22.5 أو 25 او 27.5 أو 35 سنتيمتراً، وبالطبع يختلف استعمال ونوعية الصوت التي تصدره كل منها.
كما يتطلب تصنيع آلة “كومبانغ” مراحل عديدة، حيث يبدأ بالحصول على خشب من نوعية ممتازة ومن ثم يتم تقطيع الخشب لتشكيل دائرة بالحجم المطلوب، قبل أن يتم تجويف تلك بعد ذلك يتم دهن الخشب بالشمع وتركه ليجف بعيداً عن الشمس لمدة ثلاثة أشهر كاملة.
في المرحلة الثانية يتم استخدام الجلد الطبيعي من النوعية الممتازة ووضعه على قطعة الخشب المدورة لتثبيته بالمسامير لضمان ثباته وإصدار الآلة للصوت الصحيح.
يتم استعمال الـ “كومبانغ” في الاحتفالات الشعبية حيث تقوم فرقة يحمل كل فرد منها آلة “كومبانغ” الخاصة به بالدق إما جلوساً أو وقوفاً أو أثناء المشي، حيث أنه من العادات التراثية أن يتخذ جميع أعضاء الفرقة وضعية واحدة.
كما يتم تقسيم الفرقة إلى فرق صغيرة لكل منها مهمتها، وتدعى الفرقة الأولى “بيمبولونغ” ومهمتها الدق على الـ “كومبانغ” بوتيرة معينة، أما الفرقة الثانية فتدعى “بينيكا” وهي التي تتحكم بالنمط ووتيرة العرض ككل، فيما تسمى الفرقة الثالثة “بينيلانغ” وتكمل هذه الفرقة النسق الموسيقي للمجموعة ككل.
توجد عدة أنواع من الأصوات التي يمكن أن تصدرها آلة “الكومبانغ” ويعتمد ذلك على نوعية الطريقة التي يتم بها قرع الآلة، حيث يقوم العازف باستخدام كف يده كاملاً لقرع وسط “الكومبانغ” للحصول على الصوت الواسع والعالي، فيما يدق بقبضته على أطراف “الكومبانغ” للحصول على الدقات العميقة والسريعة.