توارثتها الأجيال عبر الزمن… مساكن المتاجر في ماليزيا … بدأ انتشارها في القرن الـ18 ميلادي

كوالالمبور – “أسواق”
الأبنية التراثية في مدينة جورج تاون، واحدة من المعالم الرئيسية التي تميزها عن باقي المدن الماليزية والتي لها طابع خاص يعيد الزائر إلى أيام الحقبة الإستعمارية البريطانية، وتعتبر مجموعة المباني والمواقع الأثرية من عوامل الجذب السياحي في المدينة، وتشمل الشوارع في تلك المنطقة على صفوف من بيوت المتاجر وشبكة شوارع ملتصقة ومترابطة ببعضها البعض، إضافةً إلى بعض المباني الدينية والتي إمتزجت بالثقافة الأوروبية.
ونظراً لوقوعها في شبه جزيرة بينانج ذات الإطلالة البحرية والأماكن الترفيهية، والمعالم الأثرية، بُنيت المساكن بطريقة إنتقائية توضح الثقافات والأعراق التي سكنت في المدينة كالصينين والهنود والسياميين والملايو من جزيرتي جاوة وسومطرة والعرب، فمدينة جورج تاون تتميز بقيمة تراثية كبيرة من ناحية هذه المساكن التي تعد أكبر تجمع لها في منطقة جنوب شرق آسيا.
النمط التاريخي
إشتهرت المنازل المتجرية في منطقة جنوب شرق آسيا إبتداءً من القرن الثامن عشر واستمرت حتى القرن العشرين، ويعد هذا الشكل الهجين من المراكز التاريخية المميزة في معظم البلدات والمدن الساحلية في ماليزيا، حيث يحتوي المبنى على منزل في الطابق العلوي وعدة متاجر في الطابق الأرضي، وتتخذ العائلة المالكة للمبنى من الطابق العلوي مسكناً لها تتوفر فيه أساليب الراحة والأمان، ويمكن أيضاً إستخدامها لأغراض أخرى.
ويتم بناء المساكن في صف متوازي ومتراص بحيث تكون متلاصقة ضمن شبكة طرق رئيسية وجانبية ضيقة، وتتكون واجهتها من الخزف الذي يعكس النمط التاريخي لهذه المباني، إضافةً إلى إستخدام مواد من الطين والجير والخشب في بناءها لتكون مملائمة لظروف الطقس الإستوائي مثل فتحات التهوية في الجدران التي تساعد على التهوية والتبريد.
أنماط متعددة
تشتهر مدينة بينانج بهذا النوع من البيوت نظراً لموقعها الإستراتيجي في عهد الإستعمار البريطاني والذي جعل منها مركزاً للعديد من الأيدي العاملة المهاجرة في ذلك الوقت، وتنقسم هذه المساكن إلى 6 أنماط تاريخية رئيسية وهي:
نمط مدينة بينانج الأول بدايةً من عام 1790 إلى 1850.
النمط الإنتقائي لجنوب الصين من عام 1840 إلى 1900.
نمط المضيق الإنتقائي الأول من عام 1890 إلى 1910.
نمط المضيق الإنتقائي المتأخر من عام 1910 إلى 1940.
نمط الديكور الفني من عام 1930 إلى 1960.
نمط الأبنية الحديثة من عام 1950 إلى 1970.
وتميزت الشوارع المقابلة لتلك المساكن في ذلك الوقت في إقامة الصفقات التجارية والأنشطة المتعددة مثل بيع السمك والقطع الحجرية والتوابل والأقمشة، حيث مازال بعض السكان في تلك المنطقة يمارسون هذه الأنشطة المتوارثة من أجدادهم المهاجرين الأوائل.
سياحة أثرية
سجلت مدينة جورج تاون بمعالمها الأثرية والتراثية كمعلم تراثي عالمي في منظمة “اليونيسكو” العالمية، وتعتبر من المناطق السياحية ذات الوجهه المحددة للعديد من السياح الزائرين لماليزيا، فيأتي الزائر للتمتع بزيارة هذه البيوت والإطلاع على المنطقة ومعالمها والتجول بين أزقتها، وتشكل المجموعة المتنوعة من الألوان الزاهية التي تزين الواجهه بالبيوت والمتاجر عاملاً جاذباً والتي تعكس مزيجاً من التراث وعبق التاريخ على واجهة هذه المباني، كالأزرق والأصفر والأخضر والوردي.
تعتبر ماليزيا تعتبر مقصداً رائعاً لقضاء العطلات والإجازات، فوفرة الأماكن السياحية المتعددة جعلت منها مقصداً لملايين السياح سنويا من جميع دول العالم، حيث تُشكل السياحة رافداً أساسياً قوياً في دعم الاقتصاد الماليزية، الامر الذي دفع الحكومات الماليزية المتعاقبة على التركيز على هذا القطاع ورعايته عبر تقديم الدعم الكافي لتطوير الأماكن السياحية والترويج السياحي لماليزيا في جميع دول العالم، إضافة لسلسة من الفعاليات المحلية والمتمثلة بتأهيل العاملين في القطاع السياحي من مرشدين سياحيين وأصحاب مواقع جذب سياحي من أجل تقديم صورة جيدة عن ماليزيا، وتقديم خدمات كاملة وتسهيلات كبيرة للسياح المحليين والأجانب تماشياً مع حسن الضيافة الماليزية المتعارف عليها.