حوار خاص مع الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للقلب

داتو محمد أزهري يعقوب: ” المبدأ الرئيسي والأهم الذي تنطلق منه كل مبادئ ومعايير وأخلاقيات المعهد الوطني للقلب هو تقديم العناية الأفضل للمرضى”
كوالالمبور – وائل قرصيفي
منذ افتتاحه في العام 1984 وحتى اليوم، يمثل المعهد الوطني للقلب في ماليزيا علامة بارزة في مجال الصحة والعناية الصحية المتميزة في ماليزيا ومنطقة جنوب شرق آسيا، مسيرة طويلة قطعها المعهد منذ بدايته كمؤسسة متواضعة إلى أن أصبح واحداً من أكبر المؤسسات المتخصصة بصحة القلب في جنوب شرق آسيا، وللحديث عن هذه المسيرة المميزة كان لنا حوار خاص مع الرئيس التنفيذي للمعهد الوطني للقلب داتو محمد أزهري يعقوب.
. بداية نرحب بكم معنا في أسواق، هل يمكن أن تقدم لنا لمحة مختصرة عن تاريخ المعهد الوطني للقلب؟
المعهد الوطني للقلب بدأ كوحدة صغيرة متخصصة بأمراض القلب في مستشفى كوالالمبور، واستمر الوضع كذلك لفترة مع قوائم انتظار طويلة للمرضى وعدم توفر القدرة على إجراء العمليات القلبية المعقدة، لكن التغيير جاء مع إصابة رئيس الوزراء وقتها ورئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد بأزمة قلبية، حيث تطلبت حالته إجراء عملية جراحية، ورغم توفر إمكانية إجرائها في الخارج إلا أن رئيس الوزراء طلب أن تتم في ماليزيا بأياد ماليزية، وتم ذلك فعلاً على يد فريق المعهد الوطني للقلب، وبعد شفائه أخد على عاتقه افتتاح مؤسسة متخصصة بطب القلب في ماليزيا لتكون مركزاً للتميز في علاج أمراض القلب، وهو ما كان مع تأسيس المعهد الوطني للقلب.
ومنذ تأسيسه كان للمعهد الوطني للقلب وضع خاص كونه تأسس كمؤسسة تابعة لوزارة الصحة لكنها تمتلك إدارتها الخاصة وتتحكم بمقدراتها المالية والبشرية والإدارية وحدها، وبفضل ذلك استطاع المعهد وضع ماليزيا على الخارطة الدولية للعناية الصحية كأحد أبرز مراكز العناية الصحية القلبية في جنوب شرق آسيا.
. خلال كل هذه السنوات من العمل، ما هي أهم أخلاقيات ومعايير العمل التي طورها المعهد الوطني للقلب؟
المبدأ الرئيسي والأهم الذي تنطلق منه كل مبادئ ومعايير وأخلاقيات المعهد الوطني للقلب هو تقديم العناية الأفضل للمرضى، وهذا المبدأ يتم من خلال تدريب أطبائنا وممرضينا على تقديم أفضل عناية صحة ممكنة للمرضى، من خلال جعل راحة المريض الأولوية القصوى لدينا. من جانب آخر فإن الشفافية مبدأ أساسي في عملنا، فنحن نضع إحصاءاتنا ومؤشراتنا السريرية المختلفة إضافة لأرقام العمليات والوفيات على موقعنا الإلكتروني ليتمكن الجميع من الاطلاع عليها. كما نؤمن دائماً بالاستثمار في مواردنا البشرية والعمل الدائم على تدريب طواقمنا البشرية وزيادة خبراتها بشكل مستمر لتقديم أفضل النتائج للمرضى، كما نعمل بشكل دائم على الاستثمار في مجال البحث العلمي والتعاون مع العديد من المؤسسات العالمية والجامعات والأكاديميات لتطوير خبراتنا وتقنياتنا.
. تحدثتم عن الجانب التدريبي في المعهد الوطني للقلب، هلا حدثتنا أكثر عن الجانب التعليمي والتأهيلي في المعهد الوطني للقلب؟
التعليم والتدريب هما جزء من المبادئ الأساسية للمعهد الوطني للقلب، فنحن ننفق ما يقارب 8 – 10% من الميزانية التشغيلية للمعهد على التدريب، وبفضل ذلك يفتخر المعهد الوطني للقلب بتدريب الكثير من أفضل الخبرات الوطنية في ماليزيا في مجال طب القلب، والذين يعملون اليوم في مختلف المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة في ماليزيا.
من جانب آخر يتعاون المعهد الوطني للقلب مع الكثير من المؤسسات الطبية الدولية لتدريب الأطباء الأجانب في مجال العناية القلبية، حيث دربنا أكثر من 150 طبيباً أجنبياً، بينهم العديد من الشرق الأوسط من دول السعودية واليمن وعمان والسودان وليبيا.
كذلك نمتلك “كلية المعهد الوطني للقلب”، وهي جناح خاص لتدريب الأطباء الشباب وخريجي الطب في مجال القلب، إضافة لتخريج الكثير من الفرق الطبية والإسعافية المتخصصة.
“الشفافية مبدأ أساسي في عملنا. ونحن نضع مؤشراتنا السريرية على موقعنا الإلكتروني ليتمكن الجميع من الاطلاع عليها”
. ما هي أهم الخدمات التي يقدمها المعهد الوطني للقلب إلى المرضى الذين يتوجهون إليه بحثاً عن العلاج؟
المعهد الوطني للقلب يقدم خدماته للمرضى بداية من الأطفال بعمر سنة حتى البالغين من مختلف الأعمار، ونحن نقدم جميع الخدمات الشاملة في مجال طب القلب والصحة القلبية، بداية من عيادة القلب للأطفال والتي تتخصص في مشاكل القلب لدى الأطفال كمشاكل القلب الخلقية وجراحات القلب المعقدة للأطفال، وصولاً إلى عيادات القلب المتخصصة في المعهد، حيث يوجد متخصصون في جراحة القلب وأمراض الشرايين ومشاكل القلب الخلقية، وأجهزة دعم القلب الصناعية، إضافة للمتخصصين في مجالات زراعة القلب وفشل القلب وغيرها. باختصار كل مشكلة للقلب يوجد لها حل في المعهد الوطني للقلب.
. ما هو الهدف الذي دفع بالمعهد الوطني للقلب لافتتاح عيادات متخصصة في الإقلاع عن التدخين ومرض السكري؟
باعتبارنا مركزاً متخصصاً في العناية بالقلب ونرفع شعار تقديم أفضل عناية ممكنة للقلب، فإن التعامل مع الأمراض والحالات المرتبطة بأمراض القلب هو جزء من عملنا، ولذلك قمنا بافتتاح عيادة الإقلاع عن التدخين والتي تضم مجموعة من أفضل الأخصائيين في مجال الإقلاع عن التدخين والاستشفاء، وذلك لمساعدة مرضى القلب على التعامل مع أحد المسببات الرئيسية.
كذلك تتعامل عيادة مرض السكري في المعهد الوطني للقلب مع مرضى السكري ومرضى القلب المصابين بمرض السكري، حيث يوجد ارتباط كبير بين مرض السكري وأمراض القلب، ويوجد في تلك العيادة الكثير من المتخصصين في مجال مرض السكري والعناية بالقلب. باختصار فإن المعهد الوطني للقلب يهدف من خلال هذه العيادات للتعامل مع مسببات أمراض القلب في سبيل الوقاية منها ومعالجتها.
. نال المعهد الوطني للقلب العديد من الاعترافات الدولية بينها اللجنة الدولية المشتركة، هلا حدثتنا عن أهمية مثل هذه الاعترافات للمعهد الوطني للقلب؟
المعهد الوطني للقلب نال اعتراف اللجنة الدولية المشتركة “JCI” منذ أكثر من 12 عاماً، وهذا الاعتراف القادم من واحدة من أشهر وأبرز مؤسسات الجودة الصحية في العالم دليل على جودة الخدمات والعناية التي يقدمها المعهد الوطني للقلب، وهذا الاعتراف يأتي عن طريق عملية كاملة يشرف عليها خبراء من المؤسسة يقومون بزيارة المستشفى أو المؤسسة الصحية لمعاينة الكثير من معايير العناية الصحية والنظافة والأمان وسهولة التعامل وغيرها الكثير من المعايير، والحفاظ على الاعتراف لكل هذه السنوات دليل على العمل المستمر للحفاظ على الجودة في المعهد الوطني للقلب.
كما نال المعهد الوطني للقلب العديد من الاعترافات الأخرى مثل اعتراف المجتمع الماليزي لجودة العناية الصحية “MSQH”، اعترافاً بالجودة العالية لخدماته ومعاييره للخدمات والعناية الصحية، كما حصل المعهد على عشرات الجوائز المحلية والدولية في مجال الخدمات والعناية الصحية.
. هل يمكن أن تعرفنا بأهم المؤسسات العلمية والصحية التي تمتلك علاقات تعاونية وجهوداً مشتركة مع المعهد الوطني للقلب؟
نمتلك علاقات تعاونية مميزة مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والصحية المحلية والدولية على حد سواء، فعلى المجال المحلي نمتلك تعاوناً مباشراً مع جامعة ماليزيا للتكنولوجيا “UTM” في مجال التكنولوجيا الحيوية “بيو تكنولوجي”، كما نمتلك تعاوناً مباشراً مع العديد من المستشفيات في منطقة جنوب شرق آسيا، مثل مستشفى “هارابان كيتا” في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
كما نمتلك تعاوناً مميزاً مع مستشفى “Herz-und” في ألمانيا في مجال زراعة القلب والقلب الاصطناعي، إضافة لتعاون مع مجموعة مستشفيات “Papworth” في المملكة المتحدة في مجال زراعة القلب، إضافة للعديد من مجالات التعاون الأخرى مع العديد من المؤسسات الدولية والمحلية.
. ماذا عن الخدمات التي يقدمها المعهد الوطني للقلب للمرضى الدوليين في مجال السياحة العلاجية؟
المعهد الوطني للقلب ومن خلال العيادات الخاصة وعيادات المرضى الدوليين يقدم جميع الخدمات المرتبطة بالعناية بالقلب والجراحات والعمليات المختلفة للمرضى من جميع الأعمار، كما يوفر المعهد الوطني للقلب العديد من الخدمات الإضافية المميزة للمرضى الدوليين مثل خدمات الإقامة والوصول والمواصلات والترجمة، إضافة للجولات السياحية للمرضى في فترات النقاهة، وذلك لتوفير أفضل تجربة علاجية ممكنة للمرضى الدوليين في المعهد الوطني للقلب.
. ما هي رسالتكم للمرضى القادمين تحديداً من منطقة الشرق الأوسط لنيل العلاج في المعهد الوطني للقلب؟
رسالتنا بسيطة ومختصرة وهي أن المعهد الوطني للقلب يرحب بكم دائماً في أي وقت، ونعدكم بأنكم ستنالون أفضل خدمة صحية ممكنة في المعهد الوطني للقلب، حيث سيحرص أطباؤنا على توفير أفضل سبل العناية والراحة لكم أثناء العلاج، ماليزيا هي بلد إسلامي بمجتمع متسامح ومتنوع حيث ستشعرون بأنكم في وطنكم، ونحن بدورنا سنعمل على جعل تجربتكم العلاجية تجربة آمنة وناجحة، ولذلك فإننا نتوجه لكل مريض قلب في الشرق الأوسط، إذا كنتم تبحثون عن أفضل مكان للحصول على العناية القلبية المتميزة فإن المعهد الوطني للقلب هو وجهتكم.