لتطوير المهارات الإبداعية… برامج التنقل الأكاديمي في ماليزيا… خبرات تعليمية وثقافية متبادلة لطلبة الجامعات

كوالالمبور – أسواق
شهدت برامج التنقل أو الحراك الأكاديمي في ماليزيا خلال السنوات الأخيرة نقلةً نوعية، بيحث تسمح هذه البرامج لطلاب الجامعات فرصة لقضاء تجربة تدريب جديدة في خارج الجامعات التي يدرسون فيها من خلال اكتساب مهارات نوعية، والعمل على تطوير منظورهم الفكري بشكل أوسع من الناحية الثقافية والفنية والتعليمية في تخصاصاتهم المختلفة، وعادة ما ينقسم الطلاب المتنقلون إلى مجموعتين المتنقلون الأحرار وهم الطلاب الذين يسافرون بمفردهم بمبادرة خاصة بهم، في حين يستخدم طلاب البرامج برامج التبادل في قسم أو هيئة التدريس أو المؤسسة أو المستوى المحلي.
وتحتل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، وماليزيا التي تعتبر وجهةً رئيسية في آسيا وخياراً متاحاً للعديد من الطلبة الأجانب المراتب الأولى في الوجهات التعليمية، إلى جانب دول أخرى يتجه إليها الطلبة لإكمال دراساتهم الجامعية، والدراسات العليا، وفي تقرير نشره المجلس الثقافي البريطاني في عام 2016، أشار إلى وجود ألمانيا وماليزيا في المراتب المتقدمة من ناحية تدويل التعليم العالي.
تدويل التعليم
المدير التنفيذي لمركز الخدمات العالمية للتعليم في ماليزيا “EMGS”، نوفي تاج الدين قال:”أن التنقل الأكاديمي يعد أولوية من الأولوليات التي تنتهجها وزارة التعليم العالي الماليزية، وذلك لدفع عملية التدويل بشكل مباشر للأمام، كما استضافت المؤسسات التعليمية الماليزية طلاب برامج التنقل من جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة، وتلعب الجامعات الحكومية والخاصة، إلى جانب الجامعات الدولية الأجنبية دوراً كبيراً في حركة الطلاب، إضافةً إلى الرؤية التي تنتهجها الجامعات الدولية بنوعية الشراكة مع ماليزيا في برامج التنقل الأكاديمي”.
وأضاف تاج الدين بأن التنوع الثقافي والنظام التعليمي الماليزي ذو الجودة العالية والمعترف به دولياً، إلى جانب التنوع البيولوجي والتراثي من العوامل الرئيسية في نجاح ذلك البرنامج بجذب العديد من الطلبة، كما أن معظم الجامعات الماليزية تقدم برامج مختلفة للتنقل الأكاديمي، مثل جامعة موناش ماليزيا، ونوتنجهام ماليزيا، وجامعة كوالالمبور، وجامعة APU، وجامعة تايلور وجامعة UCSI، وجامعة ملتيميديا، وتقدم هذه الجامعات برامج التنقل الأكاديمي بشكل مختلف، ومتنوع لفترةٍ تمتد من 3 أشهر وحتى 12 شهراً.
المعرفة والخبرة
منذ بداية العام وحتى شهر يونيو الماضي استقبلت الجامعات الماليزية 1400 طالب من مختلف التخصصات في برامج التنقل الأكاديمي، ويشارك الأغلبية في نظام برنامج التنقل قصير المدى والذي تتراوح فترته من أسبوع إلى 3 أسابيع، وتأتي تحت إطار التبادل الثقافي والزيارات الأكاديمية، وينحدر الطلبة غالباً من الدول الأوروبية والآسيوية، أما الفوائد التي يجنيها الطلبة من خلال مشاركتهم في هذه البرامج الخبرة والمعرفة والتجربة الخارجية، والتعرف على ثقافات مختلفة، وتكوين صداقات جديدة، وتوسيع المدارك الخاصة بهم.
وفي ماليزيا على وجه الخصوص يضيف هذا المجال مميزات في التبادل المعرفي والمهني، وتنوع الطلبة الدوليين، وتحسين صورة المؤسسة من خلال التعاون البحثي الذي يعمل على تدويلها وتعزيز الشراكات بين المؤسسات والجامعات الماليزية والدولية، فعلى سلبي المثال أنشأت الجامعة الطبية الدولية برنامجها للتنقل الأكاديمي في عام 2007 كجزء من خطة أسبير الإستراتيجية لتصبح واحدة من المؤسسات الرائدة على الصعيد الآسيوي، وتم تطبيقه في كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الصحية، وعلوم التغذية، مما أدى لزيادة المشاركات الخارجية للجامعة وحصول الطلبة على تجارب جديدة تثري أفكارهم وتعزز من مكانتهم التعليمية في المجال الدراسي.
أنشطة مكثفة
واستضافت الجامعة من خلاله طلاب من دول مختلفة مثل كندا والصين وإندونيسيا واليابان وكازاخستان والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة والسويد، كما وفر منصة ممتازة للباحثين، لإثراء الخلفية الأكاديمية لديهم والتجربة الإجتماعية بتوسيع وجهات النظر وتعزيز فرص العمل بين الجانبين، إلى جانب ذلك تستفيد الجامعات الماليزية بتوقيع مذكرات تفاهم وتوأمة مع الجامعات الدولية وتكثيف أنشطة البحوث بالتعاون مع مؤسسات في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والنمسا، والجامعات العربية مثل جامعة الملك سعود وجامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات.