أدب وتراث

يرجع تاريخها لعام 1303… السجلات التاريخية في أدب الملايو، توثيق للماضي بتنوع فكري

كوالالمبور – “أسواق”

بدأت عصر الأدب الماليزي الكلاسيكي بعد وصول الإسلام واختراع النصي الموسيقي، ودخول الأحرف العربية والكتابة الجاوية، ومنذ ذلك الحين، بدأت المعتقدات والمفاهيم الإسلامية لجعل بصماتها على الأدب الماليزي، وتشير المحددات التاريخية إلى أن حجر المنقوش في ولاية تيرنجانو، والذي يرجع تاريخه إلى عام 1303، هو أقدم السرد المعروف بلغة الملايو. والحجر منقوش مع تاريخ من التاريخ، والقانون، والرومانسية في نص جاوي.

سلطنة ملاكا احتلت مكانةً متميزة في ذلك الوقت، وكانت مركزاً رئيسياً لدخول الإسلام إلى ماليزيا، إلى جانب كونها مركزاً ثقافياً وأدبياً وفنياً، فخلال تلك الحقبة، تمت ترجمة الأعمال الأدبية البارزة في المنطقة العربية، والكتب الدينية إلى لغة الملايو.

أحداث تاريخية

من بين الأعمال الشهيرة المترجمة هي حكايات محمد حنفية وحكايات الأمير حمزة، كما أن صعود الأدب الماليزي خلال هذه الفترة قد صاغه أيضا تكوين أدبي محلي آخر ملون متأثراً بالأعمال الأدبية في المنطقة العربية، مثل أسرار العارفين لحمزة فانصوري، وشراب العاشقين، وغيرها من الأعمال الأدبية والفنية، وتم تجميع مخطوطات “حوليات” السجلات التاريخية للملايو والنصوص المتعلقة بها من مكتبات مختلفة ومتاحف في عدة بلدان مختلفة مثل متحف بوسات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، والمملكة المتحدة، ومدينة ليدن في هولندا، ومن ديوان اللغة “البهاسا” في ماليزيا.

وتنوعت هذه المخطوطات ما بين أجزاء مجزأة، ونصوص مطبوعة، ومسجلات مؤرخة ومشفرة منذ عام 1612، إضافةً إلى نسخ تحمل تاريخ أنساب الملوك في تلك الفترة بالتواريخ المحددة لفترات حكمهم، وتم توسع هذه القائمة في أوقات لاحقة لتشتمل على قصص مختلفة ونصوص محددة من الأحداث التاريخية التي نشرت مثل ” Soelalet Essalatina”، والتي قام بتوثيقها بتروس فاند دير فورم وفرنسوا فالنتاين، في أعمالهم التي عنونها باسم “مجموعة من مفردات الملايو” والتي تعود إلى عام 1677.

توثيق المعاملات

وأشير إليها في مخطوطة تحت عنوان “اللمحة التاريخية من جزر الهند الشرقية”، في عام 1726، وتوصف هذه المخطوطات بأنها حكايات الملايو والتي يعود مصدرها إلى سلطنة ملاكا التي استمرت لمدة عامين، والتي تم غزوها من قبل البرتغاليين في عام 1536، إضافةً غلى ولاية جوهور وتم نفي سلطان ملاكا إلى منطقة جوا الهندية وأنشأ عليها قاعدته ومن ثم قام البرتغاليين بالإستيلاء على المخطوطات التي كانت بحوزته، ثم قام أحد النبلاء بإعادتها إلى والي جوهور بعد التعرف عليها في ذلك الوقت، ويشير المؤرخ الماليزي عبدالصمد أحمد أن تلك المخطوطات أعيدت من منطقة جوا الهندية بعد أن تم توثيق العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الممالك الإقليمية.

وتحتوي هذه المخطوطات على حكايات يومية للسكان الملايو تصف حالتهم وطريقة تعاملهم أدت إلى التعرف عن كثب عليهم من قبل التجار والرحالة القدماء، إضافةً إلى إنضمام بعض المناطق من بهانج إلى ولاية جوهور، وتحريرها لاحقاً من الحكم البرتغالي، وتذكر أحد المخطوطات أنه في عام 1612 بعهد عليُ الدين ريات شاه الثالث، المعروف بوصي ولاية جوهور وحاكمها أمر بجمع المخطوطات كاملةً لمعرفة التاريخ والأحداث السابقة للملايو، وأشرف على إعادة صياغتها وتجميع الأعمال القديمة في تلك الفترة، إلا أنه في عام 1623 قام الغزاة من منطقة أتشيه بمهاجمته وعزله من منصبه، ونفيه إلى آتشيه واستمر في عمله بتجميع تلك الحوليات حيث انتهى منها خلال فترة نفيه.

أعمال متنوعة

وتحتوي السجلات التاريخية للملايو أيضاً على الأدب التاريخي المسرود بشكل نثري في موضوعات رئيسية، أهمها نشيد التفوق والعظمة لولاية ملاكا، إضافةً إلى ذكر أسماء السلاطين والملوك والحكام الذين توارثوا الحكم في تلك الفترة، وكيفية تعاملهم مع الشعب، وعلاقاتهم الخارجية، وتتدرج الحكايات حتى زوال تلك السلطنة، بعد إحتلال البرتغاليين لها، وذكرت المخطوطات أيضاً تاريخ دولة الملايو وقضاياها الجوهرية، وتبدأ الحوليات افتتاحيتها بتعظيم اسم الله والبسملة، والتقدير للنبي والتكريم للصحابة، وتتدرج بعدها بذكر وسرد أنساب الملوك وعلاقتهم مع الممالك المجاورة، وكيفية صعود السلاطين إلى الحكم، وانتشار الإسلام في ملاكا وتلك المنطقة بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat