أخبار

تحويل المراهقين إلى “عيون وآذان”… ماهو برنامج “في سبيل الأمة” الذي أطلقته الداخلية الماليزية؟

كوالالمبور – “أسواق”

أعلنت وزارة الداخلية الماليزية الشهر الماضي على لسان وزير الداخلية حمزة زين الدين أنها أطلعت برنامجاً خاصاً لتسجيل 20 ألف في بوتراجايا تحت البرنامج الذي يحمل اسم (Sahabat Kita Demi Negara) والذي يمكن ترجمته بالعربية إلى “في سبيل الأمة”.

وبحسب وزير الداخلية فإن البرنامج يهدف إلى حشد مساعدة المواطنين ليكونوا “عيون وآذان” الحكومة في القضايا المتعلقة بالأمن القومي –بحسب تعبيره– حيث يقدمون المساعدة لأجهزة الأمن مثل الشرطة وإدارة الهجرة.

صحيفة مالاي ميل الماليزية نشرت اليوم تقريراً مفصلاً حول البرنامج الجديد وأهم المعلومات التي تفصح عنها وزارة الداخلية بشأن هذا البرنامج، والذي لا زال يثير الجدل بين العديد من الأوساط السياسية والحقوقية في البلاد.

ماهو هذا البرنامج؟

بداية فإن اسم البرنامج باللغة الملايوية يمكن ترجمته بعدة طرق إلى اللغة العربية حيث تعني كلمة “Sahabat” أصدقاء باللغة العربية، فيما يُمكن ترجمة “Kita Demi Negara” إلى “في سبيل الأمة”، ومهما كانت التسمية فإن فكرة البرنامج الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية يهدف لتجنيد المواطنين ضمن مهامها في الحفاظ على الأمن القومي.

الاسم يذكر كذلك بصفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم المساندة والدعم لأجهزة الدولة مثل صفحة أصدقاء الشرطة الماليزية أو أصدقاء قوات الإطفاء.

وبحسب تصريحات نقلتها عدة مصادر عن وزير الداخلية حمزة زين الدين فإن الداخلية تهدف لتجنيد المراهقين الذين تتجاوز أعمارهم ١٥ عاماً، وهذا العمر هو عمر طلاب المرحلة الإعدادية في ماليزيا.

وتم إطلاق البرنامج في شهر يناير من العام الجاري 2022 قبل الإعلان عنه بشكل رسمي خلال مؤتمر في مركز المؤتمرات والمعارض في كوالالمبور KLCC في 17 مارس الماضي، حيث تلقى البرنامج حينئذ 500 طلب للانضمام، فيما تهدف وزارة الداخلية للوصول إلى 20 ألف عضو بحلول العام القادم.

ما الذي تحتاجه وزارة الداخلية من البرنامج؟

تشير المعلومات الرسمية المنشورة من قبل وزارة الداخلية إلى أن البرنامج يهدف إلى “رفع الوعي لدى العامة للانضمام إلى وزارة الداخلية في الاضطلاع بمسؤولية الحفاظ على الأمن والسلام في البلاد” بحسب وصفها، وحددت الوزارة خمسة أهداف رئيسية للبرنامج وهي: الحرص على ازدهار وأمن وسلام ماليزيا، تعزيز الروح الوطنية، خلق التفاهم والتناغم العرقي، والترويج لدور وزارة الداخلية والوكالات التابعة لها وتعزيز التواصل بينها وبين المواطنين.

وقالت الوزارة إن البرنامج سيجعل من المواطنين شريكاً استراتيجياً لتوفير “معلومات دقيقة” لها.

وفي حفل إطلاق البرنامج، صرّح وزير الداخلية حمزة زين الدين أن ماليزيا تحتل المركز 23 من أصل 163 دولة حول العالم في تصنيف السلام العالمي، كما أشار إلى تحسن معدلات الجريمة في البلاد.

وقال “نؤمن بان التعاون المباشر بين برنامج في سبيل الأمة وبين الوزارة من خلال هذه الحملة سيوفر المزيد من الجهود في القضايا المتعلقة بالأمن القومي، حيث يُمكن للمشاركين في هذا البرنامج تقديم المعلومات لنا بشكل مباشر على الأرض.”

وأكد وزير الداخلية في تصريحات سابقة أن الوزارة تهدف لاجتذاب مشاركة الشباب والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية في البرنامج، ورغم التصريحات التي قال فيها إن عمر المشاركين يمكن أن يصل إلى ١٥ عاماً إلا أن وكالة الأنباء الماليزية برناما نقلت عنه قوله إن البرنامج يستهدف طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

وبحسب الكتيب الذي نشرته الوزارة عن البرنامج فإنها تهدف لمقابلة 10 آلاف مواطن ماليزي بشكل مباشر لرفع الوعي حول الحملة وزيادة التفاعل مع محتوى الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 50 بالمائة والوصول إلى 40 مليون في “قيمة الإعلام” بحلول عام 2023 بحسب تعبيرها.

كما يهدف برنامج الداخلية لاستضافة عروض طرقية ومؤتمرات في مختلف الولايات الماليزية بداية من المنطقة الشمالية حيث أقامت الوزارة عرضاً خاصاً في منطقة باتو كوروا بولاية بيراك، وهي نفس الدائرة الانتخابية التي يمثلها وزير الداخلية حمزة زين الدين في البرلمان.

ما الذي يحصل عليه المشاركون في البرنامج؟

بحسب المعلومات فإن الانضمام للبرنامج يمنح المشاركين “جواز العضوية” والذي يمكنهم من الانضمام للنشاطات في أي وكالة أمن تحت سلطة وزارة الداخلية مثل الشرطة وإدارة الهجرة والبحرية الماليزية ووكالة مكافحة المخدرات وكتائب التطوع الشعبية.

كما تضم الوكالات الأخرى في وزارة الداخلية إدارة السجلات الوطنية، وإدارة السجون، وإدارة حدود صباح الشرقية ووكالة الأمن العام.

وبحسب وزير الداخلية فإن العديد من النشاطات تُفتح للمتطوعين مثل الإبحار مع قوات البحرية والتدرب على إطلاق النار مع الشرطة والمشاركة في نشاطات إعادة التأهيل في مكافحة المخدرات وغيرها.

وسيتم وضع ختم خاص على جوازات المشاركين في البرنامج لتأكيد انضمامهم على النشاطات كما سيحصل المشاركون المميزون على جوائز خاصة من وزارة الداخلية خلال نشاطهم، ويتم سحب جواز العضوية في حال قام المشارك بأي نشاطات مخالفة للقانون.

ويمكن لأي شخص التسجيل في البرنامج عبر توفير معلوماته الشخصية وصورة من خلال طلب توفره وزارة الداخلية، بعد ذلك يمكنهم الحصول على جواز العضوية للانضمام في البرنامج.

لا زالت الحملة مبهمة في الوقت الحالي، لكنها تثير قلق العديد من المراقبين الذين اعتبروا أن وزارة الداخلية تعمل على إقحام المراهقين والأطفال في معلومات حساسة ونشاطات قد تكون خطيرة عليهم، فيما تعتبر وزارة الداخلية أن الحملة هي جزء من التعاون بينها وبين المواطنين لتعزيز الأمن في البلاد، بحسب وصفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat