ماليزيا بين الاحتياطات والتحذيرات من موجة ثانية لكورونا

كوالالمبور – “أسواق”
تعود ماليزيا مجدداً إلى حالة من التوتر والترقب بسبب التزايد الملحوظ لأعداد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد-19″، خاصة في الولايات الشرقية ولاسيما ولاية صباح، بعد فترة من الانخفاض والطمأنينة وسط سريان قرار تقييد الحركة “للتعافي” RMCO.
موجةٌ ثانية من كورونا هو أكثر ما يخشاه الماليزيون، وهو أكثر ما حذرت منه وزارة الصحة الماليزية، والتي بدورها لم تأل جهداً في توضيح أهمية الالتزام بالتعليمات والإرشادات الوقائية، مستشهدة بكثير من الدول التي انتكست مجدداً بعد فترة من اختفاء الإصابات.
ورغم وصول ماليزيا إلى رقم صفر إصابات ولأكثر من مرة خلال الفترة الماضية، إلى أن الأمور تدهورت بشكل دراماتيكي لتعود للآحاد ومن ثم للعشرات، وصولاً للمئات، كما هو الحال يوم أمس حيث تم تسجيل 115 إصابة جديدة.
تتمركز الإصابات في هذه الفترة في ولاية صباح ومن بعدها قدح، كما أن معظم الإصابات الوافدة لولاية سيلانجور هي لأشخاص سافروا أو خالطوا أشخاصاً من ولاية صباح.
وتعد الانتخابات الأخيرة في ولاية صباح التي عقدت يوم السبت الماضي، أحد الأسباب في زيادة الحالات، حيث أن كثير من المراقبين حذروا من مغبة إجراءاها في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، كونها تزيد من احتمالية انتشار العدوى وعدم ضمان التباعد الاجتماعي، وزياد السفر من وإلى الولاية.
وحتى الآن بلغ العدد الإجمالي للحالات في البلاد منذ بدء تفشي المرض في يناير 11034 حالة، غير أن هذا العدد مرشح للزيادة وبقوة في حال استمرار ازدياد أعداد الإصابات.
كما أن نسبة الشفاء في ماليزيا والتي وصلت إلى الرقم 97%، انخفضت في الآونة الأخيرة لتصل إلى 89.62٪ حتى يوم أمس، وهو ما يفسره الزيادة الكبيرة والمفاجئة لأعداد الإصابات، واكتشاف المزيد من بؤر التفشي.
هذه التطورات ألجأت الحكومة الماليزية على العودة لإعلان فرض تقييد الحركة المشدد، على عدة مناطق في ولاية صباح وهي لاهاد داتو وكوناك وتواو وسيمبورنا، حيث سجلت هذه المناطق الأربع وحدها 1195 حالة بين 1 و 27 سبتمبر.
ويسري هذا القرار من اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر، وستستمر فترة الإغلاق حتى 12 أكتوبر، مما يعني تأثر ما يقرب من مليون ساكن وتعطل حياتهم الطبيعية مرة أخرى.
كما قررت الحكومة الماليزية وبتوصية من وزير الصحة داتوك سيري الدكتور أدهم بابا تمديد عقود أكثر من 2000 طبيب وصيدلي يعملون بالوزارة لمدة ستة أشهر أخرى، في دلالة على استمرار الاحتياج لهذه الكوادر، وتحسباً كذلك لأي طارئ جديد فيما يخص عودة تفشي كورونا من جديد.