الحرف اليدوية في ماليزيا… قصة من الجمال

كوالالمبور – “أسواق”
تشتهر ماليزيا من بين العديد من دول منطقة جنوب شرق آسيا بالعديد والكثير من الحرف والصناعات اليدوية التقليدية المميزة، والتي تتدرج من التحف الأصيلة النفيسة باهظة الثمن والقيمة، إلى المنتجات اليدوية التي يمكن استعمالها يومياً.
ويغلب على طابع الصناعات اليدوية الماليزية طابع تصوير عناصر الطبيعية الموجودة في ماليزيا مثل أوراق الأشجار المتشابكة والنباتات الاستوائية والأزهار والحيوانات والطيور، وتبتعد تلك الصناعات والحرف عن تصوير الإنسان لكون الطابع الإسلامي غالباً على حرفة الصناعات اليدوية في ماليزيا.
وتتميز الكثير من المناطق الريفية والمحلية في ماليزيا بالصناعات اليدوية والحرفية ولعل ولايتي ترينجانو وبيرلس تعتبران من أشهر الولايات التي تنتشر فيها الصناعات اليدوية كالزخرفة والفخار والنقش، حيث يرغب الكثير من السياح والزوار في اقتناء تلك المصنوعات اليدوية المميزة.
صناعة الخزف
تضم صناعة الخزف الماليزية العديد من المنتجات الشهيرة والتصاميم التقليدية المختلفة والتي تتنوع من الأعمال التقليدية والتراثية التي تنتمي للعديد من القبائل الأصلية المختلفة، بالإضافة إلى المنتجات العصرية والتي يمكن استعمالها بشكل يومي مثل أحواض الزهور وأصص النباتات والأواني الفخارية المزخرفة إضافة لأدوات المطبخ.

ويعتبر إناء “لابو سايونج” الذي تشتهر به ولاية بيراك من الأواني الفخارية الشهيرة، حيث يأخذ هذا الإناء الفخاري أسود اللون شكل نبتة اليقطين ويستخدم في تخزين الماء وتبريده، فيما ينتشر طبق “بيلانجا” في العديد من البيوت الريفية في ماليزيا ويتميز بشكله الدائري وحوافه العريضة ويعتبر النوع الأفضل لطهو الكاري حيث تساعد قاعدته الدائرية على توزيع الحرارة بالتساوي أثناء الطبخ.
فيما ينتشر إناء “تيريانج” في ولايتي باهانج وترينجانو ويتميز برقبته المقعرة وهيكله المحدب حيث يستعمل في تخزين الماء.
صناعات الخشب اليدوية
تمتلك ماليزيا ثروة خشبية هائلة لا مثيل لها مع وجود الغابات الاستوائية في كل مكان، وهو ما جعلها تمتلك سمعة عالمية في مجال صناعات الأعمال الخشبية اليدوية، ولطالما كانت المنازل الماليزية في القدم تعج بالمنتجات الخشبية اليدوية، وتتعدد اليوم المنتجات الخشبية التي تنتجها ماليزيا مثل اللوحات المنحوتة بالطراز الملايوي الشهير، إضافة لمقابض خنجر “كيريس” الذي يعتبر رمزاً في ماليزيا.
كما يتم تصميم الكثير من الأواني الصينية الخشبية والتحف التي تأخذ شكل الأرواح والتي يصنعها السكان الأصليون “أورانج أصلي”، إضافة لعصي المشي المزخرفة وأواني المطبخ والأخشاب المعطرة المنحوتة وغيرها العديد من الأشكال والتصميم المنحوتة من الخشب.
الحياكة اليدوية
بلا شك فإن حرفة الحياكة تعتبر من أشهر الصناعات اليدوية التي تشتهر بها ماليزيا، والتي تمتع ناظري جميع من يزور ماليزيا وأسواقها الشعبية، حيث تستعمل في تلك المنسوجات ألياف النباتات المحلية وخشب البامبو والروتان وأوراق أشجار الباندان، ويتم جدل تلك الألياف وحياكتها لإنتاج الملابس والسلال والبسط والقبعات وغيرها الكثير من المنتجات.

المنسوجات الماليزية
تتميز المنسوجات الماليزية بألوانها المبهرة والجذابة والتي تمتلك شهرة عالمية ويمكن تمييزها من بين الكثير من الملابس التقليدية والفولكلورية المختلفة، وتتضمن المنسوجات الماليزية قائمة كبيرة يتصدرها ملابس “الباتيك” و”سونجكيت”، وتدخل هذه المنسوجات في كافة أنواع الزخارف المختلفة، كما يتم استعمال النسج في صناعة الأزياء الراقية والأحذية والستائر الملونة، إضافة إلى المفروشات الكتانية الطرية.
لباس “باتيك” الماليزي تحديداً يمتلك شهرة خاصة، حيث يتم صبغ الأقمشة باستخدام تقنية المقاومة ويتم تغطية أجزاء من القماش بالشمع لتفادي امتصاصها للألوان، وهذه الطريقة تجعل ألوان “باتيك” أكثر ثباتاً على الملابس مقارنة بالأقمشة المصبوغة أو المطبوعة بالطرق العادية، ففي هذه الطريقة التقليدية يتم غمر الملابس كلياً في الصباغ الملون.
حرف المعادن
حتى اليوم لا زالت الطرق التقليدية لصهر النحاس والمشغولات البرونزية مستمرة في ماليزيا حيث تستخدم لصناعة الأواني والأدوات المختلفة، إضافة للحلي والتذكارات، ومنذ اكتشاف القصدير في القرن التاسع عشر في ماليزيا ذاع صيت منتج يدعى “بيوتر” وهو خليط من المعدن والقصدير، وتستعمل تلك المنتجات المعدنية المزخرفة في تصنيع أدوات المطبخ وعبوات ماء الورد، إضافة لنحت شفرات خناجر “كيريس” الملايوية.