المتحف الوطني يعرض تحفاً نادرة للمرة الأولى بمناسبة الاستقلال

كوالالمبور – “أسواق”
تحتفل ماليزيا يوم الاثنين القادم 31 أغسطس بعيد الاستقلال الـ 63 للبلاد، وللمرة الأولى منذ استقلالها لن يتمكن الماليزيون من التواجد في ساحة الاستقلال “مرديكا” وسط العاصمة كوالالمبور أو في العاصمة الإدراية بوتراجايا لحضور وتنظيم التجمعات والاحتفالات الشعبية بهذه المناسبة، وذلك بسبب آثار انتشار جائحة كورونا.
لكن الأوضاع الجديدة فرضت العديد من الأساليب المبتكرة للاحتفال بمثل هذه المناسبات الوطنية، وهذا ما دفع المتحف الوطني الماليزي Muzium Negara للإعلان عن تقديم تحف أثرية نادرة وعرضها أمام العامة للمرة الأولى، وذلك بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال.
وتضم المجموعة النادرة عدداً من الوثائق والتحف المرتبطة بذكرى الاستقلال الأول لماليزيا في عام 1957، حيث يستضيف المتحف الوطني هذه المجموعة المميزة منذ بداية الأسبوع الماضي ويستمر المعرض حتى يوم ماليزيا الذي يصادف 16 سبتمبر القادم.
وقال أحد منظمي المعرض الأستاذ إنتن مسايو عبد الله إن المتحف الوطني تعاون مع الأرشيف الوطني الماليزي والبرلمان لتقديم مجموعة من أهم الوثائق التاريخية والتحف الأثرية من يوم الاستقلال في عام 1957.
وبحسب عبد الله فإن تنظيم المعرض تطلب عملاً استمر شهراً كاملاً للوصول إلى الفكرة المناسبة لإعادة الزوار إلى تاريخ الاستقلال الأول عبر عرض هذه الوثائق والسجلات.

ويضم المعرض الجديد 28 قطعة معروضة من بينها العديد من القطع التي لم تُعرض للعامة أبداً من قبل، فيما يوجد بعض القطع التي عرضت سابقاً، وأضاف منظمو المعرض إن الهدف هو تقديم تجربة خاصة للماليزيين عن التجربة التي عاشها الآباء المؤسسون للدولة في ماليزيا في تاريخ إعلان الاستقلال.
ومن بين القطع المميزة في المعرض الصولجان الملكي الموجود في البرلمان الماليزي ومجلس الشيوخ، والذي كان يستعمل في عام 1957 ولم يعرض امام العامة قط، حيث يمثل هذا الصولجان بحسب المتحف القوة الملكية وسلطة البرلمان، وهو مصنوع من الكوبر والفضة، وكان يعتبر من أهم رموز الحكم حيث لم يكن مسموحاً أن يعقد البرلمان دون وجود الصولجان.
كما يقدم المتحف عدداً من آثار رئيس الوزراء الأول لماليزيا الراحل تنكو عبد الرحمن، حيث يعرض بعض مقتنياته الشخصية مثل صندوق السجائر الذي قدمته إليه الحكومة الفليبينية كهدية للتعبير عن الود، حيث حفرت اسم تنكو عبد الرحمن على الصندوق، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الهدايا التي تلقاها من مختلف الدول والحكومات بمناسبة الاستقلال.

كما تتوفر الفرصة في المعرض لمحبي التاريخ للاطلاع على العدد الخاص بالاستقلال من الصحيفة الوطنية الماليزية والذي كان مكتوباً بالكتابة الجاوية، إضافة لرؤية العدد الخاص من صحيفة أخبار ماليزيا والذي صدر بمناسبة الاستقلال في 31 أغسطس 1957.
وتضم الصحيفة 36 صفحة، وعلى الصفحة الرئيسية نجد صورة المفوض السامي البريطاني السير دونالد ماكغيليفراي الذي وقع اتفاق استقلال اتحاد ملايا.

واستطاعت إدارة المتاحف في ماليزيا الحفاظ على الصحيفة منذ صدورها في عام 1957، وعملت بكل جهودها للحفاظ على موادها وجودتها حتى يومنا هذا.
كذلك تضم المجموعة النادرة عدداً من البطاقات البريدية الصادرة بمناسبة الاستقلال في عامي 1957 و 1958، والتي لا تتوفر للشراء اليوم، واستطاع المتحف جمع هذه البطاقات النادرة عن طريق المواطنين الذي تبرعوا بها لصالح ملكية المتحف.

المعرض الخاص بالاستقلال والذي يستمر حتى منتصف سبتمبر القادم هو بلا شك فرصة مميزة لمحبي التاريخ للاطلاع على قطع نادرة من تاريخ ماليزيا، والعودة في رحلة تاريخية إلى عهد الاستقلال الأول قبل أكثر من ستة عقود.
المصدر: مالاي ميل