رئيس الوزراء: ماليزيا لا تمتلك القدرة لفرض تقييد الحركة الشامل مرة أخرى

كوالالمبور – “أسواق”
أطل رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين من حجره الصحي في منزله عبر شاشات التلفزيون المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي مخاطباً الماليزيين حول آخر أوضاع ومستجدات وباء كوفيد-19 في البلاد، وذلك بعد أقل من ساعة من إعلان وزارة الصحة الماليزية عن تسجيل 691 حالة إصابة بفيروس كورونا في حصيلة هي الأعلى منذ وصول الوباء إلى البلاد.
وقال رئيس الوزراء إن حكومته لا تخطط لفرض تقييد الحركة الشامل MCO على مستوى البلاد، مبرراً ذلك القرار بأن مختلف القطاعات الاقتصادية ستتعرض للانهيار وهو ما سيخل بالنظام الاجتماعي، وعوضاً عن ذلك ستقوم الحكومة بتطبيق إجراءات تقييد الحركة المستهدف TEMCO في بعض المناطق التي تشهد زيادة كبيرة في أعداد الإصابات.
وأضاف محيي الدين أن حكومته تتوقع زيادة الحالات في الأيام القادمة، لكنه طمأن الماليزيين بالقول إن قدرات وزارة الصحة والسلطات على تتبع الحالات المصابة والأشخاص الذين تواصلوا معها تحسنت بشكل كبير منذ بداية الجائحة، وذلك مع انتشار تطبيق MySejahtera الذي يستعمله أكثر من 17 مليون شخصاً على هواتفهم، وهو ما يمكن السلطات من تتبع الحالات وكل من تواصل معها بشكل أكثر فعالية.
وأكد أن الحكومة ستناقش جميع إجراءات إغلاق المدارس ومنع التنقل بين الولايات أو ما بين بعض الولايات مع وزارة الصحة، وسيتم إعلام الماليزيين بتلك القرارات قبل وقت كاف لتفادي حالات العالقين بين الولايات كما حصل في تقييد الحركة السابق.
وتطرق محيي الدين ياسين للانتقادات التي واجهتها حكومته حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الأشخاص بفرض الحجر الصحي تبعاً لمراكزهم، حيث نفى رئيس الوزراء الماليزي ممارسة السلطات لأي تمييز في هذا الشأن، مضيفاً أن 7 وزراء و6 نواب للوزراء معزولون حالياً في الحجر الصحي بعد إصابة وزير الشؤون الدينية بفيروس كورونا.
وقال “على الجميع الالتزام بالتعليمات وإلا قد يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم”.
رد رئيس الوزراء على هذه الانتقادات جاء رغم أن وزير الشؤون الدينية لم يلتزم بالحجر الصحي المنزلي لمدة 11 يوماً حضر خلالها العديد من الفعاليات في عدة مناطق وولايات قبل أن يتم تشخيصه بالإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى قضية وزير السلع والصناعات الزراعية داتوك خير الدين أمان رازالي الذي خرق قوانين الحجر الصحي بعد عودته من تركيا في رحلة عمل، وهو ما أثار وقتها عاصفة من الانتقادات تجاه إجراءات الحكومة في التعامل مع الجائحة.
من جانب آخر اعترف رئيس الوزراء بدور الانتخابات التي جرت في ولاية صباح في الارتفاع الكبير في إصابات فيروس كورونا في البلاد، معتبراً أن التجمعات والحملات الانتخابية في الولاية كانت في الغالب سبباً في هذا الارتفاع.
وقال محيي الدين إن لجنة الانتخابات أصدرت عدداً من تعليمات التشغيل القياسية أثناء الانتخابات والحملات الانتخابية، لكنه أشار إلى أن “البعض” لم يلتزم بها. وأضاف “للأسف تم مخالفة بعض تعليمات التشغيل القياسية”.
وكانت انتخابات ولاية صباح قد جرت في 26 سبتمبر الماضي بعدما أعلن رئيس حكومة الولاية شافعي عبدل عن حل حكومة الولاية بعد محاولة من رئيس حزب أمنو في الولاية موسى أمان للحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة المحلية، وانتهت الانتخابات بفوز تحالف العقد الوطني PN والجبهة الوطنية BN وتحالف GRS بعد التفاهم المشترك بينها.