"إنسان الغاب" وزيت النخيل.. صراع بقاء في أدغال ماليزيا

كوالالمبور – “أسواق”
يعيش قرد “إنسان الغاب” والذي يعرف كذلك باسم “أورانج أوتان” في الغابات المطيرة بجزيرة بورنيو، حيث تقع ولايتا سرواك وصباح الماليزية، وهو من أندر الحيوانات وجوداً في العصر الحالي كما أكد الصندوق العالمي للطبيعة.
وبينما استقرت أعداد إنسان الغاب في الغابات الواسعة في دول العالم، فإنها تراجعت على النقيض في الغابات الموجودة وسط مساحات زراعة نخيل الزيت بالسهول الشرقية في ولاية صباح الماليزية، حيث أن طبيعة الزراعة الأحادية لنخيل الزيت تعني عدم اهتمامهم بدعم الأنواع المعتمدة على بيئة الغابة مثل “إنسان الغاب”.
وذكر الصندوق العالمي للطبيعة أن 650 على الأقل من حيوانات إنسان الغاب فُقدت في مناطق محمية بالسهول الواقعة بشرق الولاية خلال السنوات الماضية، لكن العدد الكلي لهذه الحيوانات في الولاية مستقر ويبلغ نحو 11 ألف.
وقال الصندوق: “إن أعداد حيوانات إنسان الغاب في الغابات الموجودة وسط مزارع نخيل الزيت في ولاية صباح بشرق ماليزيا تراجعت بنسبة تصل إلى 30% خلال 15 عاما، لكن العدد الإجمالي لهذا الحيوان مستقر في المنطقة”.
وتُظهر النتائج التي خلص إليها الصندوق تراجع أعداد إنسان الغاب بنسبتي 30 و15 في المئة على التوالي في كوالالمبور وتابين بشرق ولاية صباح، ويقول الصندوق إن النتائج بنيت على مسح هو الأكثر دقة على الإطلاق مقارنة بأي مسح أجري في العالم عن أي نوع من القردة.
لكن أوجستين توجا مدير إدارة الحياة البرية في صباح قال إن رقع الغابات الموجودة وسط مساحات الزراعة سمحت لإنسان الغاب بالتنقل وسط غابات وكانت سببا أساسيا لنجاة هذه الحيوانات.
وتعتمد ماليزيا على زيت النخيل للحصول على عائدات بمليارات الدولارات بالنقد الأجنبي وتوفير مئات الآلاف من الوظائف، ويدخل زيت النخيل في عدد هائل من الصناعات من الشوكولاتة وصولاً إلى أحمر الشفاه.
وأدت صناعة زيت النخيل إلى إزالة الغابات على نطاق واسع على مدى سنوات، ويحدث ذلك غالباً بقطع الأشجار وحرقها في ممارسات تسبب تلوثاً كبيراً وخلقت تهديداً خطيراً لاستمرار حياة “إنسان الغاب” الذي يتخذ تلك الغابات موطناً رئيسياً له.