التعليم عن بعد في ماليزيا… يهدف لتعزيز مهارات التعلم الذاتي في البيئة الافتراضية

كوالالمبور – “أسواق”
يرمز مصطلح التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني “E-Learning” لنوع من التعليم يعتمد على استخدام التقنيات الإلكترونية الافتراضية وميزات تقنيات الوسائط المتعددة لتعليم مهارات علمية وعملية معينة لمجموعة من الطلاب من خلال خلق بيئة تعليمية افتراضية شبيهة بالواقع مع تجاوز العوائق المكانية والزمنية التي يفرضها التعليم التقليدي.
التعليم عن بعد ليس بالشيء الجديد على القطاع التعليمي بل تدرجه العديد من الجامعات والكليات في ماليزيا ضمن برامجها ويشمل الكثير من الاختصاصات، بدءاً من الاختصاصات العلمية مثل الهندسية والتكنولوجية، مروراً بالعلوم الإنسانية كالفلسفة واللغات والصحافة والأدب حتى المهارات الطبية والعلاجية وغيرها العديد.
ميزات وخصائص
بشكل أساسي فإن التعليم عن بعد يمتلك العديد من المميزات التي تجعله فريداً من نوعه مقارنة بالتعليم التقليدي، ولعل أول هذه الميزات التي يمتلكها في ميزة تجاوز الحواجز الزمنية والمكانية، فعوضاً عن نظام المحاضرات المباشرة فإن نظام التعليم الإلكتروني يعتمد على نظام المحاضرات المسجلة أو المعدة مسبقاً وقواعد البيانات حيث يمكن للطالب العودة إلى المعلومة وتلقيها في أي وقت ممكن، وهو ما يساعد الطلاب في مختلف الدول على الاستفادة من المادة التعليمية بغض النظر عن اختلاف الوقت بينهم.
من جانب آخر فإن واحدة من أفضل خصائص التعليم عن بعد هو تعزيز قدرة التعلم الذاتي والفردي، ففي الوقت الذي يعتمد فيه التعليم التقليدي على التعلم الجماعي والنشاطات التشاركية والمشاريع الموحدة فإن التعليم عن بعد يعتمد على تعزيز قدرة التعلم الذاتي لدى الطالب، حيث يقوم بحضور ومتابعة المحتوى التعليمي بنفسه، كما يتم إنجاز جميع المشاريع العملية أو البحثية خلال فترة الدراسة بشكل فردي، وهو ما يمكن الطالب من تطوير وتقوية مهارات التعلم الشخصي والبحث بشكل كبير جداً.
بشكل عام فإن متطلبات الجامعات الماليزية للتعليم عن بعد ليست صعبة كما هو الحال في متطلبات التعليم التقليدي، حيث تشجع ماليزيا الطلاب للدراسة فيها سواء كان ذلك مباشرة بالقدوم إليها أو عن بعد من خلال أنظمة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وفي معظم الأحيان يتم طلب شهادات اللغة الإنجليزية مثل “TOEFL” و “IELTS” بمعدلات متوسطة للسماح للطلاب بالانضمام لبرامج الدراسة عن بعد في ماليزيا.
الجامعة التقنية الماليزية تعتبر من أوائل الجامعات التي أدرجت أنظمة التعلم عن بعد في برامجها الدراسية، وذلك من خلال مركز التعليم والتعلم “CTL” الخاص بها والذي كان اول من يقدم خدمات وبرامج التعليم عن بعد من خلال الموقع الإلكتروني للجامعة، حيث كانت الجامعة تعمل على تطوير نظام التعليم عن بعد باستخدام ميزات تقنية المعلومات منذ بدايات عام 1998، وبحسب بحث أجرته مؤسسة Search Gate فإن الجامعة قالت أن نظام التعليم عن بعد كان مفيداً لها كذلك من خلال تشكيل خزينة افتراضية لجميع المواد التعليمية التي تقدمها الجامعة من خلال طرق التعليم التقليدي.
متطلبات التعليم عن بعد في ماليزيا
نظام التعليم عن بعد في ماليزيا يمكن الطلاب الأجانب والدوليين من التقدم للحصول على شهادة البكالوريوس في العديد من المجالات العلمية من خلال تقنيات التعليم عن بعد، لكن ذلك يأتي بعد أن يستوفي الطالب بعض المتطلبات الرئيسية ليتمكن من التقدم لدراسة البكالوريوس عن بعد.
أولى هذه المتطلبات هي أن يكون حاملاً لشهادة ما قبل جامعية معترف بها في ماليزيا أو محلية من ماليزيا، وتشمل الشهادات المحلية الماليزية شهادة STPM وشهادة A-level وكل ما يعادلها من الشهادات المحلية، أما بالنسبة للشهادات الأجنبية فإن لكل دولة شهادة تعادل الشهادات السابقة، وبالنسبة للدول العربية فإن الشهادة الثانوية في معظم الدول العربية هي شهادة معترف بها في ماليزيا، ويجب أن تقترن هذه الشهادة بشهادة اللغة الإنجليزية المعترف بها دولياً.
كذلك يجب أن يكون عمر الطالب المتقدم يتجاوز 21 عاماً بتاريخ 1 يناير من العام الذي يتقدم فيه للدراسة، إضافة إلى امتلاكه خبرة عملية أو خبرة تعليمية سابقة للمجال الذي يود دراسته، وبعد ذلك يخضع لامتحان شهادة البكالوريوس المدعو APEL في أحد المراكز المعتمدة من قبل المؤسسة الماليزية للمعايير MQA.
عقبات في وجه التعليم عن بعد
رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده قطاع التعليم في مختلف أنحاء العالم إلا أن التعليم عن بعد لازال يعاني من نظرة سلبية تجاهه تضعه في مرتبة أقل من التعليم التقليدي، وفي كثير من الأحيان تكون الأسباب معتمدة على غياب التعليم المواجهي فيه، متناسية أهمية التعليم الذاتي والتطور الذي يحققه الطالب في هذا المجال.
كذلك فإن العديد من الشركات في سوق العمل لا تأخذ الكفاءة العلمية المعتمدة على شهادات التعليم عن بعد بنفس الجدية التي تتعامل بها مع الشهادات القادمة من جامعات التعليم التقليدي، وهو ما يسبب مشكلة كبيرة للكثيرين من خريجي هذا المجال حتى اليوم.