دراسة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في ماليزيا… تتطلب الموهبة، الشغف والقدرة على تحمل الضغوط

كوالالمبور – “أسواق”
لا يوجد أحد منّا إلا ومر بتجربة مشاهدة فيلم سينمائي أو برنامج تلفزيوني أثار إعجابه ودهشته لدرجة جعلته يرغب في أن يكون جزءاً من إنتاج مثل ذلك العمل. في الواقع فإن جميع المبدعين في مجال السينما كالمخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ وكريستوفر نولان وغيرهم درسوا بشكل أو بآخر في تخصصات لها علاقة بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وهو الاختصاص الذي يمكّنك من اكتساب المهارات والخبرات الكافية لإنتاج الأفلام والمحتوى البصري بمختلف أشكاله.
الإنتاج السينمائي والتفزيوني هو اختصاص دراسي يُعلّم الأشخاص المهارات المطلوبة لإنتاج محتوى الفيديو عبر التقاط الصّور المتحرّكة، ويشمل هذا الاختصاص الدراسي العديد من المعارف الفرعية التي يعتبر كل منها مهنة بحدّ ذاتها، وقلائل هم الأشخاص الذين يتقنون جميع تلك المعارف بشكل كامل.
اختصاصات متنوعة
تشمل دراسة الإنتاج السينمائي العديد من الاختصاصات وأبرزها:
- كتابة السيناريو: حيث أن السيناريو الجيد هو الأساس الصحيح للحصول على فيلم جيد، ويشمل السيناريو كتابة كل حركة وصوت ومشهد سيظهر في الفيلم أو المحتوى البصري المنتج.
- التصوير والإضاءة: يتضمّن اللقطات في المحتوى البصري سواء كانت قريبة أم بعيدة، زوايا اللقطات، إضاءة المشهد وغيرها الكثير من التفاصيل التي تلعب دوراً مؤثراً في جودة العمل المنتج.
- إنتاج الصوت: الصوت في الإنتاج لا يقل أهمية أبداً عن الصورة، وتقديم المؤثرات الصوتية المناسبة بجودة عالية وواقعية كبيرة ليس مهمة سهلة وتحتاج الكثير من الجهد والاحترافية.
- الإخراج: المخرج هو البطل الحقيقي لأي محتوى سينمائي أو تلفزيوني، فهو الذي يحدد الرؤية الدرامية والفنية للعمل، وتقع على عاتقه مهمة توجيه جميع طواقم العمل من تقنيين وفنين، إضافة إلى الممثلين لتحقيق النتائج الأمثل لكل منهم في اختصاصه.
طلاب الإنتاج السينمائي والتلفزيوني عليهم دراسة كل تلك الاختصاصات، لكن معظمهم يتجه أثناء الدراسة وبعدها للتخصص في أحدها بشكل كامل، ولذلك نجد في المجال العملي أن المخرج يستعين بخبير إضاءة وكاتب سيناريو محترف، رغم وجود بعض الحالات التي يكون فيها كاتب السيناريو هو نفسه المخرج وربما يقوم بمهمات أخرى.
جامعات ماليزيا والإنتاج السينمائي والتلفزيوني
تقدم العديد من الجامعات في ماليزيا برامج دراسية ممتازة ومتنوعة في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني واختصاصاته المختلفة، ويستطيع الطالب الراغب في دراسة هذا المجال أن يختار طريقتين ليتخصص فيه.
الطريقة الأولى تكون بالانتهاء من المرحلة ماقبل الجامعية ثم التوجه إلى التسجيل في أحد البرامج التي تقدمها الجامعات الماليزية للحصول على الشهادة في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والتي تستغرق في معظم الحالات 3 سنوات دراسية كاملة.
كما يمكن للعديد من الطلاب الراغبين الحصول على دبلوم في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والذي يستغرق ما بين سنتين إلى سنتين ونصف، ويقدم العديد من الخبرات العملية والمعرفية الكبيرة، ثم الانضمام فوراً إلى السنة الثانية في الجامعات التي تقدم برامج الاختصاص.
أبرز الجامعات الماليزية التي تقدم تخصصات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني:
- Limkokwing University
- UUM University
- USM University
- Taylor’s University
- Asia Pacific University
تقدم الجامعات الماليزية في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، المهارات النظرية والعملية التي يحتاجها الطلاب ليصبحوا قادرين على إنتاج محتوى بصري متكامل سواء كان فيلم أو برنامج تلفزيوني، حيث تبدأ الدراسة من المراحل النظرية وتحضير ما قبل الإنتاج إلى كتابة السيناريو وتقنيات الكاميرا والإضاءة وإنتاج الصوت، وصولاً إلى إخراج العمل بشكل كامل وتقنيات المونتاج وتعديل المحتوى بعد الإنتهاء من إنتاجه.
متطلبات عديدة
الدراسة والعمل في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني تتطلب توفر العديد من المهارات لدى الشخص، كما أن هذا الاختصاص الدراسي يساعد على صقل تلك المهارات، ومن بين المتطلبات الأهم في هذا الاختصاص هي القدرة على رصد التفاصيل، حيث أن الأفلام والبرامج السينمائية والتلفزيونية تعتمد بشكل كبير في استقاء أفكارها وتقديمها على رصد التفاصيل التي لا يلاحظها الإنسان العادي وعرضها بشكل فني مميز وشيّق.
كذلك فإن العمل تحت الضغط هو ضرورة لا بد منها في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، حيث أن الفترة الدراسية تعج بالمشاريع والمهام العملية التي يجب على الطلاب إنجازها وذلك يساعدهم على اكتساب القدرة على التعامل بحرفية مع الضغط الكبير الذي سيواجهونه في ميدان العمل بعد الدراسة الجامعية.
وأخيراً فإن العمل مع المجموعة بسلاسة هو متطلب إجباري ليكون الشخص ناجحاً في مجال السينما والتلفزيون حيث أنه لا يمكن إنجاز عمل كامل على يد شخص واحد، ولا بد من الاستعانة بخبرات الآخرين والتعاون معهم للتنسيق بين المهارات والخبرات المختلفة التي يمتكلها كل شخص منهم.