قطاع السياحة الإسلامية في ماليزيا … أنشطة ومهرجانات متنوعة

كوالالمبور – “أسواق”
تعتبر السياحة الإسلامية أحد أهم ركائز القطاع السياحي في ماليزيا، وهي ثاني أكبر رافد للقطاع السياحي المحلي، حيث تسعى ماليزيا جاهداً لتصبح محوراً أساسياً للسياحة الإسلامية حول العالم وهذا ما تتمتع به والذي يؤهلها لأن تصبح رائدة القطاع السياحي الإسلامي العالمي خلال السنوات القادمة نظراً للإمكانيات الهائلة والتي توفرها الدولة لتوفير مناخ سياحي يتناسب مع طبية السياح القادمون من مختلف الدول الإسلامية.
تتعدد المقاصد السياحية المتخصصة بالفنون الإسلامية إلى جانب التراث الإسلامي في العديد من الولايات الماليزية، حيث تحتض معظم الولايات متاحف إسلامية تضم العديد من الحرف اليدوية والمخطوطات الإسلامية، وتاريخ دخول الإسلام إلى ماليزيا، إلى جانب سلسة كبيرة من المقتنيات الإسلامية النادرة والتي جُمعت من بقية دول العالم الإسلامي.
فعاليات دولية
وفي كل عام، تنظم إدارة العاصمة الإدارية لماليزيا مدينة بوتراجايا “مهرجان بوتراجايا الدولي للفنون الاسلامية”، حيث جاء هذا العام تحت شعار “كنوز طريق الحرير والتوابل” لتسليط الضوء على الماضي المشرق لطريق الحرير والتوابل في العالم، إلى جانب عرض مختلف أنواع الفنون في العالم الإسلامي، وشارك في المعرض كل من تركيا وسلطنة عُمان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان والكويت والجزائر وإيران وتونس وبروناي إلى جانب الصين.
وشهد المهرجان العديد من الفعاليات كمسابقة الخط العربي، وكتابة القرآن الكريم، وزخرفة العمارة الإسلامية، ومسابقات لتحفيظ القرآن، ومسابقات إلقاء القصائد الشعرية بلغات مختلفة، إلى جانب ورش عمل في الديكور والعمارة، وورش خاصة بالأطفال والألعاب، وندوات ومحاضرات دينية في العديد من القضايا، كما تم التركيز على فنون العمارة الإسلامية، وأمسيات إنشادية لعرض المُنتج الفني الإسلامي الملتزم، والإنجازات التي قام بها العلماء المسلمين في علم الفلك، والطب، والجراحة، والرياضيات، والفيزياء، والهندسة المعمارية، والبصريات، والصرف الصحي، البحرية، والأسلحة النارية.
وتجذب هذه المهرجانات العديد من السياح من مختلف دول العالم، كما تشهد إقبالاً من غير المسلمين الراغبين بالتعرف على الفنون والثقافة الإسلامية، وتلاقي هذه المهرجانات إقبالاً من قبل الماليزيين للتعرف أكثر على التاريخ الإسلامي في ماليزيا.
نشاطات سياحية
تُعتبر سياحة المهرجانات من أنواع السياحة الحديثة، والتي أصبحت تنمو بسرعة في السنوات الأخيرة، نتيجة لتطور العلاقات الدولية والاقتصادية والتجارية والصناعية والفنية، إلى جانب الإنجازات والاكتشافات والاختراعات العلمية والتكنولوجية، وحاجة الدول إلى عرض ما توصلت إليه في مختلف المجالات الحضارية والفنية على الدول الأخرى، وامتدت لتشمل منتديات ذات نشاطات متنوعة تتفاعل فيها كل عناصر العملية الإنتاجية الجاذبة للسياح، والتي تعكس الصورة الحضارية للدولة في العالم.
تتعدد المهرجانات السياحة التي تقام في ماليزيا طيلة أيام السنة، كالفعاليات الرياضية والمسابقات الدولية، والمعارض والمؤتمرات المتخصصة، إلى جانب الحفلات الموسيقية والفنية، إلى أن أصبحت سياحة المهرجانات في الوقت الراهن نافذة ماليزيا التي تطل عبرها على الدول الأخرى، وعاملاً مهماً من عوامل التنشيط السياحي في البلاد.
ترويج وجذب
والمهرجانات على تنوع أشكالها وأفكارها تجد دائماً اهتماماً إعلامياً، وتحتل مساحات واسعة في الصحف العالمية وعلى شاشات الفضائيات في العالم، وبذلك تساهم المهرجانات في الترويج للوجهات السياحية، وتثير الرغبة لدى السائح لزيارة البلد الذي يقام فيه، حتى إذا لم يحضر هذه المهرجانات، ولهذه الأسباب تعد المهرجانات والفعاليات وسيلة مهمة للترويج وللجذب في آن واحد، وأبدت ماليزيا اهتماماً كبيراً في تطوير بنية تحتية وسياحية متطورة، تتمثل في تطوير مرافق سياحية مختلفة تلبي متطلبات السياح، إلى جانب الارتقاء بمستوى الخدمات في القطاع الفندقي والنقل المريح، فضلاً عن إقامة الفعاليات والمهرجانات التي كان لها دور واضح في استقطاب السيّاح من شتى أنحاء العالم.