ماليزيا وأبعاد الانفتاح السياسي والاقتصادي على الشرق الأوسط

كوالالمبور/ 8 يوليو – “أسواق”
يبدو أن جهود بوتراجايا لإصلاح العلاقات المتوترة مع دول الشرق الأوسط تؤتي ثمارها، لكن لا تزال هناك أسئلة حول ما يعنيه هذا لماليزيا على المدى الطويل.
حيث قال محلل للسياسة الخارجية، طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات لصحيفة (Free Malaysia Today) إنه لا شك في أن رئيس الوزراء محي الدين ياسين، الذي ترأس في مارس الماضي أحد الوفود إلى الشرق الأوسط، قد نجح في تحسين العلاقات مع دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: “كانت علاقاتنا كماليزيين مع السعوديين والإماراتيين متوترة إلى حد ما خلال عهد تحالف الأمل”، وأشار إلى القضايا المتعلقة بصندوق الاستثمار الوطني (1MDB)، وإلغاء مشروع مركز الملك سلمان للسلام الدولي وانسحاب القوات الماليزية من المملكة العربية السعودية، في دلالة على عدم الاستعداد لدعم الحرب السعودية في اليمن.
وفي قضية (1MDB)، قررت إدارة تحالف الأمل مقاضاة شركة الاستثمارات البترولية الدولية، وهي مؤسسة مملوكة لحكومة أبوظبي، لإعادة الأموال بدلاً من اتفاقية تسوية.
وقال المحلل إن هناك فوائد تجارية واضحة في تحسين العلاقات الثنائية مع دول الشرق الأوسط، وخاصة أعضاء مجلس التعاون الخليجي، لكنه أضاف أن هناك “أسئلة استراتيجية” يتعين على ماليزيا التفكير فيها.
وتشمل هذه الأسئلة حول وضع ماليزيا “كشريك مفضل” لدول في الشرق الأوسط.
وسأل عما إذا كان هذا رهانًا مستدامًا طويل الأجل لماليزيا، وما إذا كان صانعو القرار يفعلون ما في وسعهم لمنع تكرار الظروف التي أدت إلى مشاركة ماليزيا بشكل غير مباشر في الصراع اليمني.
وأضاف “ماذا تعني هذه العلاقات المحسنة بالنسبة لماليزيا؟ هل سنشارك أكثر في الأمور التي تؤثر على هذه البلدان؟ ما هي أهدافنا وفوائدنا من هذا التحول في السياسة الخارجية؟ وهل هذا الميل نحو الشرق الأوسط مجرد أمر عابر، أم أنه جزء من خطة إستراتيجية طويلة المدى؟”.
وقال إنه نظرًا لأن الشرق الأوسط منطقة معقدة تعاني من صراعات طويلة الأمد، فإن التحالفات والمصالح الاستراتيجية متقلبة وغالبًا ما تكون متناقضة.
موضحاً أن هناك الكثير من المناورات من قبل القوى الإقليمية والخارجية على مواقع النفوذ، والتي أدت في بعض الحالات إلى حروب بالوكالة بينها”.
وأقر بأنه يتعين على ماليزيا البحث عن سبل لتحسين العلاقات الثنائية وتعميقها، لكنه قال إنه يتعين عليها توخي الحذر حتى لا تتورط في صراعات في المنطقة.
وأشار إلى أن الخصومات في الشرق الأوسط غالبًا ما تمتد إلى العالم الإسلامي الأوسع.
في حين أكد الخبير الاستراتيجي عزمي حسن، إنه من الصحيح أن الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط غامضة ويصعب التنقل فيها، لكنه أضاف أن ماليزيا تفعل الشيء الصحيح في محاولة إصلاح العلاقات المتضررة.
وقال عزمي إنه ليس من المنطقي ألا تمتلك دولة مسلمة صغيرة مثل ماليزيا علاقات جيدة مع دول الشرق الأوسط وتحافظ على الحياد.
وشدد على أنه من مصلحة ماليزيا أن تكون ودودة مع كل دول الشرق الأوسط، حتى يكون لها صوت في العالم الإسلامي وتعزز التعاون التجاري، الأمر الذي سيفيد اقتصادها.
المصدر: ماليزيا حرة