سياحة

ملاكا الماليزية.. معالم أثرية على قائمة التراث الإنساني

كوالالمبور – “أسواق”

من بين العديد من دول منطقة جنوب شرق آسيا فإن ماليزيا بعراقتها وتاريخها المميز وتنوعها الثقافي والتراثي الكبير استحقت أن يقع الاختيار على أربعة مواقع تراثية فيها لتكون من ضمن قائمة “التراث العالمي لمنظمة اليونسكو” والتي من ضمنها مدينة ملاكا.

ومدينة ملاكا التي كانت عاصمة لسلطنة كاملة حملت اسمها وعلى مدى أكثر من 500 عام كانت من أبرز المراكز التجارية في منطقة جنوب شرق آسيا، وهو ما جعلها ضحية دائمة للاستعمار من قبل البرتغاليين ومن ثم الهولنديين قبل أن تقع تحت الاحتلال البريطاني إلى حين استقلال البلاد في عام 1957.

يعود تاريخ اكتشاف مدينة إلى عام 1400م، واكتشفها الأمير الإندونيسي براميسوارا الذي جاء إليها لاجئاً من سومطرة، وهو من أطلق على المدينة هذه التسمية نسبة إلى الشجرة التي جلس تحتها عند وصوله، وفي عام 1511م وقعت المدينة تحت الاستعمار البرتغالي الذي استمر حوالي 130 عاماً.

ثم وقعت تحت الاستعمار الهولندي في عام 1641م واستمر حوالي 154 عاماً، وبعدها خضعت المدينة للسيطرة البريطانية في عام 1842م، واستمر الاحتلال البريطاني لها حوالي 131 عاماً، حتى نالت استقلالها عام 1957م، كما أنها خضعت للاحتلال الياباني مدة قصيرة من عام 1942م-1945م، ونالت استقلالها على يد الأمير عبد الرحمن الحاج الذي أصبح أول رئيس وزراء لماليزيا بعد الاستقلال.

تتمتع مدينة ملاكا بطراز معماري فريد من نوعه ليس فقط في ماليزيا بل في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث يغلب عليها العمارة الأوروبية البرتغالية والهولندية التي تظهر بوضوح في أبنية المدينة ومعالمها السياحية، كما يضفي عليها نهر ملاكا الذي يمر خلال المدينة رونقًا رائعًا يجعلها من أبرز المواقع السياحية والتراثية في ماليزيا.

أهم الأماكن السياحية في مدينة ملاكا جزيرة بيزار تعتبر جزيرة بيزار من أكبر الجزر التي تقع على مضيق ملاكا، وتبعد عن المدينة حوالي عشرة كيلومترات، وتعدّ الجزيرة من المواقع الأثرية المهمة في مدينة ملاكا، إذ يُعتقد بأنها الموقع الأول للحضارة الماليزية؛ لأنها تضم العديد من المقابر الملكية والمعابد الدينية النادرة.

لذلك تعتبر المدينة وجهة سياحية لمحبي الآثار والمواقع التاريخية، كما يزورها السيّاح الذين يبحثون عن الراحة والاسترخاء؛ فهي تتميز بهواءها النقي وشواطئها الرملية الذهبية؛ وتتيح الجزيرة لزوارها فرصة التمتع بممارسة العديد من الرياضات؛ كالسباحة، والغطس، والصيد. متحف قصر سلطان ملاكا يعتبر متحف قصر سلطان ملاكا من أهم الأماكن الأثرية في المدينة.

ويعتبر نسخة طبق الأصل عن قصر سلطان ولاية ملاكا الذي كان يحكم المدينة قبل الاحتلال البرتغالي لها في عام 1511م، ويتكون المتحف من ثلاث صالات في الطوابق الثلاثة للقصر الذي يحتوي على الكثير من الأسلحة، والصور، والرسومات، والآلآت الموسيقية، كما أنه يحتوي على جميع الهدايا التي كانت تصل إلى الملك من المبعوثين الأجانب.

والمتحف البحري بُني المتحف البحري على طريقة تحاكي السفينة البرتغالية التي غرقت في ساحل المدينة بينما كانت في طريقها إلى البرتغال، ويبلغ طوله حوالي ثمانية أمتار، وعرضه أربعة وثلاثين متراً، ويعرض المتحف التاريخ البحري للمدينة من عصر السلطنة مروراً بفترة الاحتلال البرتغالي والهولندي، وحتى فترة الاحتلال البريطاني.

ومن بين المعالم التراثية المميزة التي تضمها المدينة نجد المتحف البحري لملاكا الذي يلخص لزوار المدينة المراحل التاريخية التي مرت بها على مدى أكثر من خمسة قرون حينما كانت المركز التجاري الأهم في فترات الاستعمار البرتغالي والهولندي للمدينة، ويتميز هذا المتحف بالسفينة الضخمة التي تتوسطه ويحتوي العديد من الآثار والوثائق التاريخية والتراثية الهامة.

بدورها تعتبر كنيسة المسيح واحدة من المعالم المعمارية والتراثية الأبرز في المدينة حيث بناها الهولنديون إبان سيطرتهم على المدينة وانتزاعها من الحكم البرتغالي في عام 1753 وهي من أقدم الكنائس في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تمثل النموذج الأوضح للعمارة الأوروبية في المدينة، وتحتوي خزائن الكنيسة على العديد من الوثائق التاريخية واللوحات الفنية والأثرية.


المصدر: موضوع – وكالات

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat