كوفيد-19

تطبيق MySejahtera وتتبع الحالات.. السلاح الأقوى في وجه جائحة كورونا

كوالالمبور – “أسواق”

منذ بداية وصول جائحة فيروس كورونا إلى ماليزيا بداية العام ومع تسارع وتيرة الإصابات ووصولها إلى ذروة الموجة الأولى في مارس الماضي وفرض إجراءات تقييد الحركة على المستوى الوطني في ماليزيا، مثلت عملية تتبع حالات إصابات كورونا وجهات الاتصال المقربة من المصابين تحدياً كبيراً ليس فقط لماليزيا بل للعديد من دول العالم في مواجهة الفيروس القاتل.

هذا التحدي دفع الحكومة الماليزية والعديد من الشركات الخاصة لاتخاذ خطوة مهمة في هذا المجال باستخدام الميزات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الإنترنت والهواتف الذكية وذلك عبر تطوير العديد من التطبيقات الذكية التي تساعد وزارة الصحة والسلطات على تتبع الأماكن والأشخاص الذين تواصل معهم المصابون بفيروس كورونا، وظهرت العديد من التطبيقات في ماليزيا لعل أبرزها تطبيق MySejahtera الذي طورته الحكومة الماليزية.

يعتبر هذا التطبيق وسيلة مساعدة للحكومة والسلطات الصحية في مراقبة وضع انتشار جائحة كوفيد-19 في البلاد عبر تمكين مستخدمي التطبيق من تحديد خطورة إصابتهم بالفيروس عبر أسئلة عن الأعراض والحالة الصحية التي يعيشونها، إضافة إلى تزويد وزارة الصحة بالمعلومات الضرورية للتخطيط والتوقع المبكر لانتشار الفيروس والتخطيط لآليات التعامل مع انتشار الجائحة.

مبدأ التطبيق بسيط جداً حيث يوفر للمستخدم مسح كود QR يكون موجوداً على الواجهات أو اللافتات أمام المحلات التجارية والمطاعم ومحطات المواصلات وغيرها من المنشآت والمرافق العامة والخاصة، وعبر مسح هذا الكود يسجل التطبيق أن مستخدمه قد دخل إلى هذا المكان في تاريخ ووقت معين، وهذه المعلومات تساعد السلطات الصحية في تحديد الأماكن التي تواجد فيها الشخص في حال إصابته بفيروس كورونا، إضافة إلى تحديد المناطق التي يرتفع فيها خطر انتشار فيروس كورونا، وإصدار التنبيهات والتحذيرات للعامة حول المناطق التي تزيد فيها حالات فيروس كورونا.

ومنذ إطلاق التطبيق حتى اليوم مع وصول ماليزيا إلى ذروة الموجة الثالثة من الإصابات وتجاوز الإصابات اليومية حاجز ألف إصابة، أظهرت ماليزيا قدرة كبيرة على التعامل مع تتبع الحالات خصوصاً في العاصمة كوالالمبور وولاية سيلانجور، والتي شهدت العديد من الإجراءات الاستباقية للحد من انتشار الفيروس بفضل المعلومات والبيانات التي قدمتها تطبيقات التتبع مثل MySejahtera وغيرها، والتي مكنت الحكومة من تتبع جهات الاتصال القريبة من المصابين بشكل أكثر فعالية من قبل بكثير.

بلا شك فإن عملية تتبع الحالات تشكل أهمية كبرى لدى الحكومة الماليزية، وهو ما ينعكس من خلال كلام رئيس الوزراء محيي الدين ياسين، والذي ثمّن جهود التطبيق في مساعدة السلطات ووزارة الصحة على تحديد جهات الاتصال المقربة من المصابين بفيروس كورونا، وهو ما مكّن وزارة الصحة من تجنب زيادة الحالات في العديد من المناطق والولايات.

وبحسب الحكومة الماليزية فإن أكثر من 17 مليون شخصاً في ماليزيا قاموا بتحميل التطبيق على هواتفهم وهو ما يزيد عن 60% من سكان البلاد، واعتبر محيي الدين ياسين أن هذه الأرقام تشير إلى تطور إيجابي في جهود السلطات الصحية لكسر سلسلة انتشار فيروس كورونا، حيث دعا الماليزيين إلى اعتبار استخدام تطبيق MySejahtera كجزء من الواقع الجديد الذي يعيشه الجميع في ظل الجائحة.

فترة تقييد الحركة شهدت إلزام السلطات لجميع النشاطات التجارية والمراكز الصحية وغيرها من المرافق العامة والخاصة بوضع لافتات تحمل كود التطبيق ليتمكن مستخدمو التطبيق من تسجيل الدخول في تلك المرافق، ورغم أن استخدام التطبيق ليس إلزامياً ويمكن تسجيل البيانات يدوياً لمن لا يرغبون بتحميل التطبيق إلا أن الحكومة تستمر بالدعوة إلى تحميل التطبيق لمساعدتها في تتبع وحصر الحالات وجهات الاتصال القريبة من المصابين بالفيروس، وتحسين عملية نشر التنبيهات حول المناطق الحمراء ومناطق انتشار الفيروس.

يُمكن لجميع مستخدمي الهواتف الذكية تحميل تطبيق MySejahtera على هواتفهم عبر متجر غوغل للهواتف التي تعمل بنظام آندرويد من الرابط أو لمستخدمي هواتف آيفون عبر متجر iOS من الرابط.

الموجة الثالثة وتتبع الحالات

يؤكد العديد من الخبراء في ماليزيا على أهمية تتبع الحالات وجهات الاتصال المقربة من المصابين في الحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في ماليزيا، ويعتبر الباحث في مركز EMIR الماليزي للأبحاث فرحان قمر الزمان إن على المواطنين في ماليزيا مع تصاعد الموجة الثالثة من الفيروس البقاء على حذرهم وعدم التساهل مع موضوع تتبع الحالات ومشاركة البيانات لكونها وسيلة “مصيرية” لكبح انتشار الجائحة، بحسب تعبيره.

ويعرّف قمر الزمان تتبع الحالات وجهات الاتصال بأنها عملية تحديد الأشخاص الذين من المتحمل أنهم تواصلوا مع المصابين بفيروس كورونا وجمع معلومات أكثر عن الأشخاص الذين تواصلوا معهم، خصوصاً لكونهم معرضين بشكل أكبر من غيرهم لخطر الإصابة بالفيروس ونقل العدوى للآخرين.

ويضيف قمر الزمان أن هذه العملية لها دور مهم جداً في تحديد المناطق عالية الخطورة لكي يتمكن الأفراد والسلطات من اتخاذ الإجراءات المناسبة مثل عمليات التعقيم وتجنب الأماكن الخطرة، وأثبتت هذه العملية جدواها وأهميتها في الوقت الحالي مع وصول عدد مستخدمي تطبيق MySejahtera لأكثر من 17 مليون مستخدم.

ونصح الأشخاص الذين لم يسجلوا في التطبيق بعد ولم يقوموا بتحميله بفعل ذلك فوراً للمساهمة بدورهم في عملية تتبع الحالات لحماية أنفسهم وعائلاتهم ودعم جهود السلطات الصحية في السيطرة على الجائحة وحماية الصحة العامة.

الخصوصية وحماية البيانات

ماليزيا ليست الدولة الوحيدة التي طورت حكومتها تطبيقاً للمساعدة في تتبع الحالات وجهات الاتصال القريبة من المصابين بالفيروس، بل سبقتها في ذلك العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا، إضافة للعديد من الدول الآسيوية مثل كوريا الجنوبية، وكما حصل في تلك الدول فإن ماليزيا شهدت نقاشاً ساخناً حول حماية بيانات المستخدمين لتلك التطبيقات ومدى أحقية الحكومة بحيازة بيانات وتحركات المواطنين.

الحكومة الماليزية سبق وأن قدمت تطمينات صريحة للمواطنين وجميع مستخدمي التطبيق بأن البيانات التي يسمح المستخدمون بمشاركتها من خلال التطبيق لن تستخدم سوى من قبل السلطات الصحية في مجال كبح انتشار جائحة كورونا، وأن مشاركة البيانات مع بقية السلطات ستكون ضمن تلك العملية فقط.

كما أعلنت الحكومة الماليزية عن إلزام جميع تطبيقات تتبع الحالات بما فيها تطبيقها MySejahtera بحذف بيانات المستخدمين أو إتلافها بعد ستة أشهر من انتهاء فترة تقييد الحركة MCO في البلاد، حيث أكدت وزارة الاتصالات والوسائط المتعددة أن هذا القرار فُرض من قبل إدارة حماية المعلومات الشخصية PDPD.

وتضمنت تعليمات إدارة حماية المعلومات الشخصية الإطار الزمني المسموح لحذف وإتلاف جميع المعلومات الشخصية التي يزودها مستخدمو التطبيقات، إضافة لعدم السماح للشركات بالحصول على أي معلومات باستناء اسم الشخص ورقم هاتفه وتاريخ وموعد الزيارة، سواء تم جمع هذه المعلومات عبر التطبيقات الرقمية أو بشكل يدوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat