حوار خاص لمجلة أسواق مع الدكتور محمد شهرين مدروس الرئيس التنفيذي لمؤسسة تطوير التجارة الخارجية في ماليزيا MATRADE

كوالالمبور – أسواق
ضمن التغطية الخاصة لمجلة أسواق لمؤتمر كوالالمبور الدولي لشركات الطيران، قمنا باللقاء بالعديد من المسؤولين والممثلين للعديد من الهيئات الرسمية والخاصة في مجال الطيران والتجارة الخارجية في ماليزيا، ومن بين هذه اللقاءات كان لنا لقاء خاص مع الدكتور محمد شهرين مدروس الرئيس التنفيذي لمؤسسة تطوير التجارة الخارجية في ماليزيا MATRADE، حيث طرحنا عليه العديد من الأسئلة المرتبطة بوضع التجارة الخارجية والعلاقات الاقتصادية التي تربط ماليزيا بمختلف الدول ضمن الحوار التالي:
. دكتور مدروس نرحب بكم معنا في مجلة أسواق، هل يمكن أن تطلعنا على أهم نشاطات MATRADE في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي في ظل السياسة الجديدة للحكومة؟ أيضًا نود معرفة الخطة التي ستتبعونها لاستعادة دوركم في مجالي التعليم والسياحة والأعمال في منطقة الخليج العربي بعد التراجع الذي واجهته ماليزيا في استقطاب الزيارات والاستثمار في هذين المجالين في عامي 2016 و2017؟
أنا على علم بعمل حضرتكم المستمر منذ سنوات مع MATRADE وتغطيكم للعديد من نشاطاتها وفعالياتها، وكما تعلمون فإن MATRADE هي المروج الأساسي للتجارة في ماليزيا، في هذا السياق فإننا نقسم عالمنا اليوم إلى عدة مناطق تجارية هي: شمال شرق آسيا وتشمل الصين، كوريا، اليابان وأستراليا، ثم منطقة أسيان، ومنطقة آسيا الوسطى والغربية، ومناطق أفريقيا وأوروبا وأمريكا، ونحاول قدر الإمكان أن نقدم نفس المستوى من الاهتمام والترويج في جميع المناطق على اختلاف طبيعتها وطرق الترويج التجارية فيها.
ماليزيا هي دولة تجارية بالطبع، والتجارة تتم منها وإليها وهذا يعتمد على سرعة النمو والنشاط التجاري في كل منطقة على حدة، فعلى سبيل المثال نحن نحقق نموًا تجاريًا متسارعًا جدًا في منطقة أسيان تبعًا للنمو السريع فيها، كذلك الأمر في الهند والصين اللتان تعتبران من أضخم الاقتصادات في العالم، والتي تحقق نموًا مستمرًا، لكن تبقى منطقة أسيان هي المنطقة الأسرع نموًا في العالم اليوم وهذا يجعل نشاطنا التجاري فيها متسارعًا مقارنة بالمناطق الأخرى.
في الوقت الحالي فإن صناعة المنتجات الكهربائية والإلكترونية هي أكبر قطاع تجاري لماليزيا بنسبة 36.8% من حجم التبادل التجاري وأبرز الدول المشاركة في هذا المجال هي الصين، كوريا واليابان وهذا يجعل منطقة شمال شرق آسيا ذات أهمية كبرى بالنسبة لنا في MATRADE.
كل تلك الأسباب تجعل نشاطات MATRADE في منطقة آسيا وأسيان كثيرة ومتعددة بسبب حجم التبادل التجاري الكبير مع تلك المنطقة، بالتأكيد هذا لا يفقد منطقتي أوروبا وأمريكا دورهما كمناطق تجارية كبيرة لماليزيا حيث تتمتع أوروبا بعلاقة تاريخية مع ماليزيا كما تملك أمريكا تأثيرًا كبيرًا كونها الاقتصاد الأكبر في العالم فيما تعتبر منطقتا آسيا وإفريقيا من المناطق النامية أو على الأقل معظم دولها، وهذا ما يسبب بعض البطء في نشاط MATRADE التجاري في تلك المناطق ليس لأننا نود ذلك لكن التجارة مع الدول النامية لا يمكن أن تكون بسرعة وحجم التبادل التجاري مع الصين أو دول أسيان أو أوروبا.
الصين على سبيل المثال كانت تحقق نموًا هائلًا في العقدين الماضيين ورغم انخفاض هذا النمو بشكل كبير إلا أنها لا زالت تحقق نموًا سنويًا يتراوح بين 6 – 7% فيما تحقق إندونيسيا نموًا يصل إلى 8% وكذلك الأمر في دول فيتنام وتايلاند وكمبوديا، وهذا ما يجعل نشاط MATRADE التجاري في أسيان والصين أكبر من غيره من المناطق بما فيها الشرق الأوسط وإفريقيا.
لكن الإدارة الجديدة للبلاد تحت قيادة رئيس الوزراء مهاتير محمد كانت ولا زالت ملتزمة بمبادئها في دعم وتطوير دول العالم الثالث والمساعدة في تطوير الدول في منطقة شمال شرق آسيا، وقد أكد رئيس الوزراء على أن آسيا وإفريقيا لهما نفس الأهمية بالنسبة لماليزيا مقارنة بأي منطقة أخرى.
في عام 2017 نظمنا يوم إفريقيا وأنشأنا ملحقية تجارية بغض النظر عن كون حجم التبادل التجاري أقل بكثير من غير المناطق، نحن مهتمون بشكل كبير بمنطقة الخليج العربي ومستمرون بالمشاركة دائمًا في العديد من الفعاليات والمعارض مثل معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول “ADIPEC” إضافة لمعرض “جولف فود” الدولي للأطعمة وشركات الطعام والذي يقام سنويًا في دبي، كما نشارك في المعرض الدولي للبناء والإعمار والذي يعرف باسم “The Big 5″، ونتطلع دائمًا للمشاركة في المزيد من المعارض والبرامج التجارية في الشرق الأوسط.
. كم يبلغ عدد الشركات الماليزية التي تشارك في هذه الفعاليات والبرامج في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي؟
بالنظر إلى صناعة الحلال فإننا أكبر مروج حاليًا لتلك الصناعة، وترويجنا مثير للاهتمام لدرجة جذبت الصين إليه ليس لأن المنتجات حلال بل بفضل الجودة الكبيرة التي تفرضها معايير المنتج الحلال في ماليزيا، لكن في الشرق الأوسط فإن موضوع الحلال هو موضوع مفروغ منه وليس شيئًا مثيرًا للاهتمام حيث أن جميع المنتجات تقريبًا هي حلال وبالتالي صناعة الحلال ليست شيئًا مميزًا بالنسبة لدول الشرق الأوسط.
بالتالي فإن التحدي الأبرز في الشرق الأوسط ليس الترويج للمنتجات الحلال الخاصة بنا بقدر ما هو الدخول بقوة إلى تلك السوق وهذا يمكن ملاحظته بقوة في نشاطات MATRADE والنمو الذي تحققه، على سبيل المثال عندما أسسنا المتجر الآسيوي في مدينة جدة بالسعودية اهتمت العديد من الشركات المحلية هناك بإنشاء مكاتب لها في ذلك المكان فالحضور المحلي هو عامل مهم جدًا للترويج في الشرق الأوسط ويحظى بتقدير كبير من العرب، لذلك القضية الأساسية هي ليست عدد الشركات التي تستعد للترويج لنفسها هناك بل عدد الشركات الماليزية المستعدة للمشاركة على الأرض.
. قبل حوالي 10 سنوات كانت مؤسسة MATRADE تعقد العديد من المعارض للترويج لماليزيا في منطقة الخليج العربي وكانت تحقق نجاحًا كبيرًا لترويج ماليزيا كأيقونة في مجال الصناعة والتجارة، بالنسبة للتجارة الدولية في أي مستوى تقع ماليزيا اليوم في تصنيف الاقتصادات العالمية؟
الاقتصاد الماليزي اليوم يصنف في المرتبة 23 أو 24 عالميًا من ناحية التجارة الدولية ولطالما كان تصنيف ماليزيا يتراوح ما بين المركزين 18 و24، ففي مجال التجارة الدولية فإن الاقتصاد العالمي ينمو بسرعة كبيرة والتحدي يكمن في الانتقال إلى مراتب أعلى في التصنيف لكن هذا يرتبط كذلك بازدياد معايير المنافسة، فالأمر أشبه بالانتقال من منافسات درجة ثانية إلى منافسات الدرجة الممتازة وهذا يعني معايير جديدة وأصعب للمنافسة.
نحن في MATARADE نسعى دائمًا إلى تطوير قدرتنا على المنافسة لكن مع زيادة جودة المنتجات التي نروج لها ونقوم بتصديرها فاستدامة الجودة عامل أساسي لتستطيع المنافسة مع التصنيفات المختلفة للدول والاقتصادات، إضافة إلى ضرورة الدخول بقوة إلى مختلف الأسواق العالمية.
. لطالما شاركت ماليزيا في معرض “القرية العالمية” في دبي من خلال جناح كبير خاص بها واستمرت بعض الحملات الترويجية لستة أشهر كاملة بقوة وزخم، لكن هذا العام لم تشارك ماليزيا وبعض الدول الأخرى في المعرض، وهو ما جعلنا نفتقد المشاركة الماليزية المهمة وحضور ماليزيا كموقع سياحي واقتصادي وتجاري هام، برأيكم ما هو سبب عدم مشاركة ماليزيا في “القرية العالمية”؟
السبب هو ترتيب الأولويات، فالجانب الترويجي مهم جدًا ونحن نحاول بشكل دائم الترويج للكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة لتذهب وتحضر الفعاليات والمعارض في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، لكن الحضور على المدى الطويل يشكل عقبة لتلك الشركات، مقارنة بالشركات الماليزية الضخمة التي تختار المناطق التي تود الذهاب إليها والترويج فيها، والشركات الصغيرة والمتوسطة التي نروج لها تنتمي لعدة قطاعات ومجالات مختلفة.
بالتالي على الحكومة تحديد أولوياتها بالنسبة للموارد المخصصة لهذا المجال، خصوصًا بالنسبة للعديد من الفعاليات الضخمة القادمة في الشرق الأوسط في عام 2020 مثل معرض دبي العالمي ومعرض دول الكومنويلث الذي سيجري في إفريقيا.
رغم وعينا بالأهمية الكبيرة لمعرض القرية العالمية في دبي إلا أن العدد الذي تجلبه MATRADE من الشركات الصغيرة هي شركات لا تستطيع تحقيق الاستدامة وبالتالي المشاركة دائمًا وتمثيل ماليزيا، الأهم هنا هو جلب شركات قادرة على تقديم الجودة وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل والحصول على التقدير لهذه الشركات في تلك المعارض هو هدف مهم جدًا بالنسبة لنا.
. ماهي أبرز خططكم لمشاركة ماليزيا في معرض دبي العالمي 2020؟
بخصوص معرض دبي العالمي فإن العمل الخاص به سيوكل لوزارة أخرى غير وزارة التجارة الخارجية والصناعة حيث نتبع هذا الإجراء في حال كان لدينا برنامجان كبيران في عام واحد، ونفس الشي حصل العام الماضي في المعرض العالمي المصغر “Mini World Expo” في كازاخستان حيث أشرفت وزارة العلوم والتكنولوجيا عليه عوضًا عن وزارة التجارة الخارجية والصناعة.
المشاركة في معرض دبي العالمي ستكون مسؤولية وزارة أخرى بحسب الهوية التي سيحملها المعرض في 2020 وبالتالي أفضل ألا أعلق على أعمال الوزارات الأخرى لكوني لا أملك تصورًا واضحًا عن البرامج التي ستحضرها الوزارة التي ستوكل بالمشاركة في معرض دبي العالمي.
. عند حديثكم عن الفعاليات ذكرتم كازاخستان التي شهدت تطورًا كبيرًا في الأعوام الخمسة الماضية وهي تشهد حضورًا كبيرًا من العديد من الدول مثل تركيا، ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تملكها ماليزيا وتواصلها الكبير مع حكومة كازاخستان لا نجدها مشاركة بقوة هناك، ما هي الأسباب التي تؤدي لذلك؟
في حقيقة الأمر فإننا نشارك بقوة في كازخستان لكن الأمر يبدو عكس ذلك لأننا لسنا جيدين فعلًا في عرض وترويج ما نقوم به، مثلًا نحن نشارك بقوة في مجال الطاقة في كازاخستان والشركات الماليزية تقوم بتشغيل ثلاثة حقول للنفط كما أننا نشارك في مجال المصارف وهو ما لا يعمله الكثيرون، عدا عن أن أكثر من 1000 طالب كازاخستاني تخرجوا من ماليزيا، فنحن فاعلون جدًا هناك.
المشكلة تمكن في أننا لا نروج جيدًا لأعمالنا ودورنا لا يمكن في إخبار الناس بما نفعله بل المهم هو أن نحقق ما نريد فعله وأن نشارك في تلك الأسواق والدول، في الشهر القادم سيكون هناك إطلاق للمجلس الماليزي الكازاخستاني المشترك للتجارة، ومن جديد نقوم بالأشياء دون إثارة الضجة حولها.
لدينا بالفعل مستشار تجاري من كازاخستان هنا، وماليزيا تملك علاقة قوية مع كازاخستان، والعديد من الأمور تتجه نحو التطور خصوصًا أن كازاخستان تتطلع إلى ماليزيا في مجالات الصيرفة الإسلامية لتطوير النظام المالي الإسلامي فيها، ولدى البلدين الكثير من الخبرات والتجارب لمشاركتها.
. هل تعتقد أن العلاقة الخاصة بين رئيس الوزراء الماليزي السابق وكازاخستان ستؤثر على العلاقة بين البلدين اليوم؟
لا أعتقد ذلك أبدًا، علينا الفصل بشكل كامل بين العلاقة الاقتصادية والصناعية والعلاقات الخاصة، في ماليزيا لا توجد أي علاقة خاصة تستطيع أن تؤثر على الاقتصاد.
اقتصادنا يتكون من 1.2 مليون شركة منها 99% شركات ماليزية محلية و1% من الشركات الدولية، وشركاتنا المحلية تملك نشاطات في مختلف دول العالم، وفي العام الماضي وحده وصل حجم التجارة في ماليزيا إلى 1.77 ترليون رنجت، بالطبع لم ينتج ذلك من عمل شركة واحدة بل ملايين الشركات.
لذلك فإن تأثير أي شخص مهما كان لا يمكن أن يكون عنصرًا مؤثرًا على اقتصاد أي بلد لأن عجلة الاقتصاد تدور بدون توقف، ومهمتنا جميعًا كمسؤولين هو خدمة حكومة البلاد بغض النظر عن الأشخاص.
. هل لديكم أي خطط لزيارة دول مجلس التعاون الخليجي؟
لدينا الآن وزير جديد في مجال التجارة الخارجية والصناعة وبالتأكيد لديه خطط للعام القادم حيث سيلتقي بنظرائه في العديد من الدول، والوزارة بدأت منذ هذا الشهر بالتحضير لخطة عام 2019 بالتعاون مع العديد من الوزارات الأخرى، ولا أعتقد أن تلك الخطط اكتملت بعد لكنها ستكون جاهزة بحلول شهري نوفمبر وديسمبر حيث سيكون الأفق واضحًا أمامنا.
من وجهة نظرنا في MATRADE فإننا مهتمون كثيرًا بإجراء زيارات إلى مختلف المناطق التجارية التي تحدثت عنها سابقًا، أو على الأقل دولة واحدة في كل منطقة تجارية، حيث من المعتاد لكل وزير جديد أن يقوم بزيارات إلى مختلف تلك الدول والمناطق للمساهمة في دفع وتطوير التجارة الخارجية في ماليزيا.
. مؤتمر كوالالمبور الدولي لشركات الطيران شهد مشاركة العديد من شركات الخطوط الجوية والطيران من ماليزيا وآسيا وشركات عالمية كبرى، ورغم أن الشرق الأوسط يضم مجموعة من أكبر شركات الطيران في العالم إلا أنها لم تشارك في المؤتمر، هل يمكن أن يشير هذا إلى تراجع الاهتمام بالمنطقة أم ما هو السبب وراء ذلك؟
بالتأكيد فإن تراجع الاهتمام ليس السبب وراء ذلك، فشركة “إيرباص” العالمية وضمن عرضها خلال المؤتمر قالت أن من بين 43 ألف طائرة جديدة ستدخل السوق في عام 2023 تضم منطقة أسيان وحدها 16 ألف طائرة وبالتالي 37% من الطائرات الجديدة ستكون في سوق منطقة أسيان، خصوصًا أن كثرة الجزر في المنطقة تجعل النقل الجوي هو الحل الأمثل والأفضل والأكثر طلبًا مع صعوبة النقل البحري واستحالة التنقل بالبر.
نحن في ماليزيا نتطلع لأن نكون مركز صناعة النقل الجوي في المنطقة ولدينا العديد من العوامل التي تدعم ذلك، نحن نملك القوة العاملة والعلاقات الممتازة مع حكومات الجوار إضافة للدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الماليزية لصناعة النقل الجوي.
في العقد الماضي وحده حققنا نموًا ثنائي الرقم وهذا دفع بأكبر الشركات العالمية مثل “بوينج” و”إيرباص” وغيرها الكثير للقدوم نحو ماليزيا في الأعوام الماضية.
أعتقد أن 270 من أصل 500 شركة شاركت في مؤتمر كوالالمبور لشركات الطيران هي شركات أجنبية ولدينا 31 بلدًا مشاركًا في المؤتمر، بالتأكيد سنروج لأنفسنا في الشرق الأوسط لكن لا يمكننا التحكم في إرادة تلك الشركات بالقدوم إلى هنا للمشاركة أم لا.
رسالتنا لجميع الشركات كانت ولا زالت “تعالوا إلى ماليزيا” ولهذا ننظم الفعاليات الكبيرة مثل مؤتمر كوالالمبور لشركات الطيران، سعيًا منا لفتح الفرصة لمختلف الشركات من جميع أنحاء العالم لدخول السوق الأكثر والأسرع نموًا في مجال صناعة النقل الجوي، وبالتأكيد الدعوة مفتوحة دائمًا وأبدًا لأصدقائنا في الشرق الأوسط للمشاركة في جميع الفعاليات التي تقيمها MATRADE أو أي مؤسسة في ماليزيا.