حوارات

وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق في حوار خاص مع أسواق

كوالالمبور – وائل قرصيفي

افتتحت اليوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور فعاليات مؤتمر الشرق الشبابي الخامس والذي يستضيف أكثر من 1000 شخصية شابة رائدة في مختلف المجالات العلمية والأكاديمية والمجتمعية، وبحضور متحدثين من مختلف المجالات في مقدمتهم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد.

منتدى الشرق المنظم الرئيسي للمؤتمر هو منتدى مستقل تأسس في عام 2012 للعمل على إجراء البحوث العلمية والتنموية لتعزيز قيم التطور السياسي والعدالة الاجتماعية والاقتصادية لسكان منطقة الشرق، وهو منظمة غير ربحية أسست العديد من المنصات من بينها منصة منتدى الشرق الشبابي لتوفير منصة للشباب العربي للتواصل وتبادل الأفكار.

وخلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر كان لنا لقاء خاص مع مؤسس ورئيس منتدى الشرق وضاح خنفر، حول اختيار ماليزيا لعقد المؤتمر السنوي الخامس ورسالة مؤتمر الشرق للشباب العربي:

. أحد الأهداف الرئيسية لمنتدى الشرق بحسب ما تقدمون أنفسكم، هو خلق حوار بناء ومشاريع تنموية وتحقيق التطور في منطقة الشرق، لماذا وقع اختياركم على ماليزيا البلد التي لا تعتبر عادة ضمن منطقة “الشرق” لتنظيم مؤتمركم السنوي الخامس؟

هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها منتدى الشرق الشبابي في منطقة جنوب شرق آسيا، فلدينا توجه في المرحلة القادمة للانفتاح على الواقع الشبابي الآسيوي بكل مكوناته الدينية والعرقية والثقافية لأننا نعتقد أن أمم الشرق بما تمتلكه من إرث ثقافي وحضاري وفلسفي تحتاج اليوم للتفاعل مع العالم.

بكل تأكيد فإن الثورة الحضارية السابقة كانت ثورة حضارية غربية بامتياز، فهي نشأت في أوروبا ثم تعولمت، لكن الثورة الحضارية القادمة ستكون ثورة عالمية، ولذلك فإن دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ودول الشرق سيكون لها دور كبير في صياغة المنظور القيمي والفلسفي للثورة الحضارية القادمة، ونحن اليوم نحتفل بهذا التنوع الحضاري والعرقي والثقافي منطلقين من ماليزيا باتجاه آسيا.

. هل كان للانتقال السياسي الديمقراطي في ماليزيا العام الماضي دور في توجهكم نحو ماليزيا ومحاولة إلقاء الضوء أكثر على هذه التجربة بالنسبة للعالم العربي؟

الانتقال الديمقراطي السلمي الذي تم في ماليزيا كان من العناصر الأساسية في اختيارنا لماليزيا كمقر لانعقاد مؤتمر الشرق السنوي الخامس، والسبب الأهم أننا كمنتدى راقبنا الانتقال السلمي الديمقراطي الذي حصل في ماليزيا دون فوضى وهو ما يمنح أملاً للشباب العربي بأن المستقبل ليس محكوماً بشكل قطعي ونهائي بالوضع الراهن، بل يمكن أن يحصل انتقال ديمقراطي سلمي، لكن هذا الانتقال يجب أن يكون ناضجاً ويأخذ بالحسبان الكثير من التجارب الأخرى وأن يكون قادراً على الصمود وإنشاء مشروع نهضة حقيقية.

وضاح خنفر رئيس ومؤسس منتدى الشرق

. ماليزيا كما هو الحال بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط تمتلك تنوعاً دينياً وعرقياً وثقافياً، برأيكم ما هو السبب الذي يجعل النموذج الماليزي الحالي في التعايش أكثر استقراراً من النماذج في دول الشرق الأوسط؟

الفرق الرئيسي هو أن النموذج الماليزي ركز منذ بدايته على موضوع التنمية الاقتصادية، وكذلك جعل من التنوع أداة لإثراء العملية التنموية في البلاد، فمنذ بداية تأسيس الدولة في ماليزيا لم يكن هناك تركيز على منظور ديني أو عرقي معين بل أتيحت الفرصة للجميع للتعبير عن ثقافتهم الخاصة وهذا ما ساعد الماليزيين على النهوض اقتصادياً، بالطبع يعود ذلك للعديد من الرؤساء الذين مروا على ماليزيا وفي مقدمتهم رئيس الوزراء مهاتير محمد الذي وضع هدفاً اقتصادياً لجميع الماليزيين وهو النهوض بالبلاد اقتصادياً.

هذه النهضة الاقتصادية ساعدت في توفير وسائل الحياة الكريمة للماليزيين وتشكل الطبقة الوسطى وهذه الطبقة هي التي حمت المجتمع الماليزي من أن يكون مجتمعاً راديكالياً أو متشدداً في اتجاه أو آخر.

الكثير من الناس يقولون اليوم أن الإسلام لا يمكنه التعايش مع الآخر، لكن ماليزيا هي نموذج حي على إمكانية التعايش بسلام واستقرار في مجتمع غالبيته مسلمة ومتنوع دينياً وعرقياً، وهذا النموذج يحتاج أن نركز عليه في منطقة الشرق.

. ما هي الرسالة التي يرغب مؤتمر الشرق في إرسالها للشباب العربي من خلال عقد مؤتمره في كوالالمبور؟

رسالتنا تقول إنه ليس من المستحيل لنا الانتقال نحو المستقبل الذي نرغب به، الانتقال الحقيقي نحو الحياة الكريمة ونحو الحرية المسؤولة هو أمر ممكن، وكما حصل في ماليزيا يمكننا تحقيقه في الدول العربية في حال أدركنا ما يتوجب علينا فعله.

الرسالة الثانية هي أن العالم لا يدور فقط حول الرؤية الغربية للكون وإنما يوجد تنوع حقيقي في هذا العالم وثراء حضاري ضخم، ولدينا الكثير لنتعلمه من آسيا لكي نخطو نحو المستقبل ونحن نحمل شعار التعدد حقيقةً وليس فقط كشعارات عاطفية، فلدينا ماليزيا ودول آسيا الأخرى كنماذج حقيقية نتعلم منها عوضاً عن التركيز على خلافاتنا الدينية والعرقية والمذهبية، بل أن نركز على قيم التنمية والديمقراطية والكرامة عوضاً عن الغوص في مستنقع التفرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp chat